رحل حكيم الخليج والقائد العماني السلطان قابوس

0 294

رحل حكيم الخليج، قائد عمان السلطان قابوس بن سعيد الذي رسم لسلطنة عمان خطا ديبلوماسيا جديدا يمتاز بالهدوء، والحكمة، ونجحت السلطنة خلال حقبة السلطان قابوس، رحمه الله، في القيام بدور سياسي وديبلوماسي لم يكن معروفا قبل ذلك في الخليج والمنطقة بأسرها، واليوم فقدت سلطنة عمان هذا الرجل الذي لم يبخل على بلده بتقديم كل جهده من اجل عمان والشعب العماني، الذي حزن حزنا شديدا على فقدان هذا الرجل الذي كان بمثابة الاب الحنون لهم، ولم يشعر المواطن في عمان بانه بعيد عن السلطان قابوس الذي كان قريبا جدا من الناس، وكان معهم دائما في كل المناسبات الوطنية العمانية، وله مكانة كبيرة في قلوب الشعب العماني الذي تربى في حقبة هذا الرجل التي بدات منذ عام 1970م ولمدة خمسين عاما والاجيال التي تربت في فترة حكمه سوف تتذكره دائما بالخير.
عُمان رغم اختلاف سياستها، لم تحتدم خلافات بينها وبين ودول الخليج، ودائما كانت السلطنة في حقبة السلطان قابوس بن سعيد، رحمه الله، قريبة جدا من اشقائها في الخليج، ومساندة للقضايا الخليجية، والامن الخليجي، وكانت تحاول التهدئة دائما بين ايران و دول الخليج بعلاقتها مع كل دول العالم، وحرص السلطان قابوس، رحمه الله، دائما على علاقة سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، وتم في عهده الاتفاق على اقامة مشروعات مشتركة بين البلدين، وخط بري يقلص المسافات بينهما، و يسهل حركة المسافرين بين البلدين، وايضا يساعد على سهولة نقل البضائع، والتبادل التجاري بين البلدين الذي وصل الى 9 مليارات دولار.
مع إعلان وفاة السلطان قابوس، لم تكتف المملكة العربية السعودية ببيان العزاء فقط ، بل توجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الى السلطنة وأدى واجب العزاء برفقة وفد من كبار الشخصيات وهذا يأتي في اطار حرص المملكة على علاقتها بالاشقاء في سلطنة عمان وايضا تقديم واجب العزاء في وفاة رجل كان يحب المملكة، وكان على علاقة طيبة بحكامها، وهناك تبادل لوجهات النظر حول قضايا المنطقة و الخليج.
خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، حرص على تقديم واجب العزاء بنفسه تقديرا لمكانة الراحل السلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، وتقديم واجب العزاء للشعب العماني الشقيق الذي يقدر الشعب السعودي، لا سيما أن المصاب جلل للسلطنة والمملكة ودول الخليج كافة لفقدان قائد حكيم ورجل عظيم وجزء اصيل من تاريخ دول الخليج وقادتها العظماء.
السلطان قابوس بن سعيد، رحمه الله، زرع روح المحبة و الطيبة في نفوس العمانيين، لذلك انتقلت السلطة بشكل سلسل، ودون اي عقبات وبناء على وصية الراحل السلطان قابوس، الذي توسم خيرا في السلطان الجديد هيثم بن طارق الذي لايختلف كثيرا عن السلطان قابوس في نهجه ومسيرته.
خالص العزاء للشعب العماني الشقيق، ونتمنى لهم مستقبلا افضل مع السلطان الجديد ان شاء الله.
كاتب سعودي

You might also like