رحيل السلطان قابوس… رجل القرارات الفاعلة
الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقت الكويت وشعبها خبر وفاة سلطان عمان السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – رحمه الله ـ ورغم جلل المصاب وفداحة الخطب لا نقول إلا ما يرضي ربنا جل وعلا، فلله تعالى ما أخذ، ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى.
وللسلطان قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ الكثير من المحطات المهمة، حيث كان دخول السلطنة إلى عالم من الحداثة نقطة ارتكازه، لتمتد جذوره في عمق تلك الارض الطيبة وفروعه الى الاعالي باحثة عما ينفع الناس ويمكث في بلاد عاركت البحر .
التاريخ والواقع وجهان لقوس قزح العماني الذي تحول زهاء الوانه الى رواية لا تنتهي وارادة تلد اخرى وعطاء لا ينضب، فكان ـ رحمه الله ـ سلطانا عادلا منح شعبه ما يستحق ليقابل الشعب الاصيل العطاء بالعرفان والعمل وتكتمل قصة نجاح مفتوحة على كل ما فيه خير العمانيين.
كان جلالته صرحا شامخا متحليا دائما بالحكمة والحنكة، وسداد الرأي في معالجة الأزمات التي واجهتها الأمتان العربية والإسلامية والدفاع عنها، فلم تكن جهوده قاصرة على أبناء وطنه، ولكنه سخرها لخدمة الجميع بما عرف عنه من حب الخير والنخوة والمؤازرة، والمشاركة الفعالة في معالجة الكثير من القضايا الدولية والإنسانية وقيامه بدوره المشهود في الدعوة الى حوار الحضارات الهادفة الى اشاعة السلام، والتعايش بين الأمم والشعوب.
وإذا كنا نستذكر جزءا من المآثر الحميدة والسجايا الرفيعة للفقيد، فإننا لا نملك الا أن نسأل الباري جل وعلا أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، وأن يجزيه عن وطنه وشعبه والأمتين العربية والاسلامية خير الجزاء.
ومع تعيين السلطان هيثم بن طارق آل سعيد سلطانا لعمان خلفا للسلطان قابوس بن سعيد، نسأل الله ان يجعله خير خلف لخير سلف، وليحفظه الله وليسدد خطاه، وليحفظ سلطنة عمان، للمضي على نهج الرفعة والازدهار لاهلها الكرام.
السفير السابق لدى سلطنة عمان