رسالة الرئيس إلى المجتمع الدولي

0 210

د. عادل السعدني

خلال كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 76 شرح التحديات التي تواجه المجتمع الدولي بعامة، وشعوب ودول منطقة الشرق الاوسط بخاصة، التي توجب التعاون بين الدول من أجل تجاوزها، وفي مقدمها تفشي جائحة “كورونا”، ومواجهة الارهاب والفكر المتطرف، خصوصا وقف الدعم والتمويل للجماعات الارهابية الذي يضمن لها الاستمرار وتعكير صفو الامن والاستقرار ليس في المنطقة فقط، بل وفي العالم.
وأشار الرئيس خلال حديثه عن قضية “سد النهضة” التي تشغل بال الشعبين، المصري والسوداني، ووضع المجتمع الدولي لثالث مرة أمام مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، لا سيما أن مصر والسودان بذلتا مجهودا كبيراً لإنجاح المفاوضات الخاصة بالسد خلال عقد من الزمان، الا أنهما لم تجدا نوايا حسنة من الطرف الاخر خلال المفاوضات، اذ كان يعمل على كسب الوقت وتضييع فرص السلام، من أجل فرض أمر واقع، وهو ما لا يمكن تقبله بأي شكل من الاشكال، فنهر النيل شريان الحياة للشعبين.
عندما واجهت مصر التعنت الاثيوبي في التعامل مع الأزمة لجأت الى مجلس الأمن من أجل الاضطلاع بدوره ودعم وتعزيز الوساطة الافريقية، فموقفها واضح ينطلق من رؤية تنمية الموارد المائية المشتركة في إطار تعزيز التعاون الاقليمي والتنمية المشتركة، ولجوئها الى المجتمع الدولي ليس ضعفا ، إنما هو حرص منها على تكريس السياسات المتوازنة في حل الخلافات الدولية بالطرق الودية، ولا بد أن يؤدي المجتمع الدولي دوره في حفظ السلم والامن الدوليين، باعتبار أن استكمال السد من دون اتفاق قانوني ملزم يحدد كيفية عمله، وتحديد العلاقات القانونية المستقبلية، إنما يهدد السلم والامن الاقليمي ومن ثم العالمي، كما يعد تعديا صارخا على القوانين الدولية والاعراف التي تنظم علاقات الدول والتي من أجلها قامت الأمم المتحدة وحددت غاياتها.

عميد كلية الآداب جامعة قناة السويس

You might also like