زلزال أم قنبلة نووية مفجرة في العمق؟ شفافيات
د. حمود الحطاب
من شدة وهول الزلزال الذي حدث في تركيا وسورية، وامتد اثره الى مصر ولبنان والعراق وقبرص واليونان وأرمينيا؛ فشق الارض شقا يعجز عن وصفه اللسان، ويعجز عن تصور جبروته وشدته العقل؛ فإن الفكر ليحار في هذا الجبروت الذي اكد الله سبحانه ان لا نظير له في القوة “اذا زلزلت الارض زلزالها”، فللارض جبروت قوة حين تتزلزل، فتقذف من عليها وتقذف مافيها؛ ولا يوجد تعبير في اي لغة كما قالوا يعادل كلمة زلزال الكلمة العربية.
فمن هذا الجبروت وهذا الهول لينصرف فكر الانسان، الذي عرف بعض كلام علماء الجيولوجيا عن اسباب الزلزال الذي حدث، فيجد في خياله ان من حرك هذا الزلزال المدمر قوة غير طبيعية؛ فقد وصف الزلزال هذا بأنه اشد زلزال وقع على هذه البسيطة؛ وهو اشد زلزال مدمر قاتل وقع لتركيا ومنذ قرن من الزمان.
ولا اريد أن اعدد ضحاياه التي تجاوزت الاف عدة من القتلى ولا يزال يزداد، وعشرات الالاف من الجرحى والمفقودين.
ما يشكك بأن من حرك زلزالا بهذا التدمير ليس انخفاض طبقة من الارض عن طبقة بسبب انكسار طبقة، ونحو ذلك من التصورات الجيولوجية، إنما يتصور أنه قد حدث لربما بفعل غير طبيعي مثل زرع قنبلة نووية، ايا كان حجمها في اعماق طبقات الأرض على حدود تركيا ادت الى ذلك؛ فمن الفاعل يا ترى؟ وما الذي يقود الى التفكير الارهاصي والخيالي في هذا الموضوع؟
تركيا حاليا تدخل في عام 2023، وهو عام التحرر من معاهدة لوزان؛ وستكون كما خططت اقوى دولة في العالم في مجالات الحياة كلها؛ وهناك من يتربص بها الدوائر؛ ثم إنها قد وقفت موقفا شجاعا ضد الغرب جميعا بسبب حرق القرآن الكريم، وسكوت الغرب عن هذا الفعل المشين ووصفت تركيا الغرب بغير القيمي والاخلاقي؛ وقالت انها ستفضح الغرب، هل تتذكرون ذلك؟ لقد حدث هذا قبل اسابيع عدة فقط.
ثم إن تركيا مقبلة على انتخابات رئاسية قد جمع الناس لها عدتهم وقوتهم، وتحالفت الاحزاب المعارضة لاسقاط الحزب الحاكم حاليا، وغير ذلك الكثير، فهل تزامن كل هذا يقعد بالخيال عن تصور احتمال الاعمال العدوانية الرهيبة التي يمكن ان يمارسها اعداء تركيا تجاهها؟ مجرد ارهاصات قد لا تكون مصيبة؛ وعلى اي حال فالوقوف مع تركيا الآن هو العمل المناسب، وتعازينا بالشهداء في سورية وتركيا، والتغريد خارج السرب متعب للغاية.
كاتب كويتي
shfafya50@gmail.com