سيل غير مسبوق في إيران ودور قوات الحرس الدينية

0 417

حسين داعي الاسلام

الأخبار الواردة عن الدمار والكوارث الناجمة عن السيل في ايران مفجعة للغاية،والملالي سعوا لتقديم هذه الكارثة على أنها حادثة طبيعية وتحصل في جميع أرجاء العالم،ووصلت الوقاحة بالبعض الآخر لوصف السيل بالنعمة الإلهية رغم أنها من الممكن أن تجلب بعض المشكلات.
السؤال هنا: ماذا فعلت حكومة في بلد يتمتع بإمكانات وثروات هائلة مثل إيران من أعمال احترازية قبل وأثناء وبعد حدوث السيل حتى تمنع حدوث كل هذا الدمار والخراب؟ فهم يريدون إخفاء ما قدمته حكومة سيطر فيها جهاز قمعي واحد،أي قوات الحرس، على اقتصادها من أعمال لتحويل هذه الحوادث الطبيعية لخير ونعمة للشعب الإيراني،بدلا من أن تجلب الدمار والخراب لهم.
وفي أحد مئات الأمثلة عن هذه الفاجعة تم العثور على طفل ميتاً في زهرة في شيراز، جنوب إيران، بعد مأساة قتلت مئات الأشخاص على الطريق السريع في تلك المدينة.
نعم هكذا، هكذا كانت ردة فعل ولي فقيه الملالي في النهاية.
بعد اسبوع من حدوث الفيضان المميت في جميع أرجاء البلاد فتح خامنئي فمه ليتشدق معبرا عن تعاطفه مع الضحايا،وبدلا من التضامن مع الشعب الإيراني وعوائل الضحايا أظهر تعاطفه معهم من خلال ممثله الخاص في مدينة شيراز.
وفي ظل هذه الظروف تتحدث التوقعات الجوية عن إمكانية حدوث طوفانات وسيول جديدة يمكن أن تؤدي لنتائج كارثية.
أولويات الجمهورية الإسلامية الأساسية هي السيطرة على الغضب الشعبي. فمنذ 25 مارس 5 حذفت وسائل الإعلام الحكومية الأخبار المتعلقة بالسيول قدر الإمكان،ومن البديهي أن يكون موضوع السعي للتقليل من حجم الخسائر والضرر المالي الناجم عن السيل وحياة الأهالي موضوعا ليس مقلقا بالنسبة لرئيس جمهورية الملالي،فهو قلق من أجل حماية وحفظ السلطة والحكم.
وأحد الأعمال الأساسية لوزير الداخلية كانت الدعوة لمحاكمة الذين سعوا لنشر معلومات مضللة حول الخسائر والضرر الناجم عن السيل،وذلك بدلا من تنظيم عمليات الإنقاذ أو وضع التوقعات اللازمة لمنع حدوث أضرار أكبر.
النيابة العامة في إيران تقول: نشر أخبار السيل في وسائل الإعلام الاجتماعية إخلال بالأمن الوطني.
واتهمت وسائل الإعلام الاجتماعية في الفضاء الافتراضي الدولة وخصوصا قوات الحرس بأنهم السبب الرئيس للكارثة.
انهم يسلطون الضوء على المشاريع الباهضة للسياسات التوسعية في الشرق الأوسط،والفساد والاختلاس من قبل مرشد النظام. وكلاهما كان ينفق من جيوب من الناس بدلا من صرفها على البنية التحتية الحضرية والريفية، وللحيلولة دون وقوع مثل هذه الأضرار الكارثية للكوارث الطبيعية.
مثلا مدينة شيراز مهمة جدا. وفي حين أفادت وسائل إعلام النظام بأن أكبر معدل للوفيات كان 23 شخصا، تقول المصادر غير الرسمية ومن بينها موظفو المشفى بأن هذا الرقم وصل لـ 200 قتيل على الاقل فقط في هذه المدينة التاريخية. والكثير من الضحايا فقدوا أرواحهم على الطريق العام القريب من المبنى التاريخي “دروازه قرآن”.
هذا الطريق العام تم بناؤه من قبل قوات الحرس في نهايات عام 1990 ولكن من أجل تقليل التكلفة تم بناء هذا الطريق في واد كان يستخدم لتوجيه مياه السيول لنهر “خشك” من أجل منع حدوث مثل هذه الكوارث. ولهذا السبب لم يبن أي مبنى في هذا الوادي حتى عام 1990. وكما يقول الخبراء في ذاك الوقت فقد تم تقديم التحذيرات من خطورة شق طريق عام في هذا الوادي،ولكن تم النظر في الفوائد والمزايا الاقتصادية لبناء الطريق وإغفال التحذيرات الجدية.
وفي المحصلة عندما انهار سد أكبر آباد،التابع لقوات الحرس، نتيجة الطقس السيء والرياح العاصفة أسقط هذا السد مئات السيارات في الطريق وحطمها وحولها لحواجز وعوائق داخل الطريق،وتوفي أكثر من مئة شخص في هذه الكارثة التي كان من الممكن الوقاية منها وتجنبها بالكامل.
وبعد الحصول على الرقم الحقيقي لعدد الضحايا من قبل موظفي مشفى شيراز قدمت قوات الشرطة للمشفى ومنعت دخول الأشخاص إليه. وفي نفس الوقت استقدمت قوات الحرس المدرعات للتقاطع الأساسي في المدينة من أجل منع حدوث أي نوع من أنواع الانتفاضات من قبل السكان الغاضبين.
وفي نفس الوقت نظم المتضررون الغاضبون في قرية قريبة من مدينة آق قلا في منطقة غلستان شرقي إيران في 27 مارس احتجاجات غاضبة على حسن روحاني رئيس الجمهورية الذي زار المنطقة بعد تأخير دام أياما. واعتبر السكان المحليون الغاضبون أن عدم الفعالية والفساد الإداري هو المسبب الرئيس في حدوث السيل.
الأهالي المحليون في آق قلا كانوا غاضبين بشدة من عدم تقديم أية مساعدات وعمليات إنقاذ بعد حدوث السيل.
وتقدمت سيدة أمام روحاني اثناء زيارته لتقول غاضبة: ألم يكف غلاء الأسعار؟ الآن أضيف السيل على الشعب، من سيجيبنا؟ من سيعوض كل هذه الخسائر؟ لدي 3 أولاد وخسرت كل أموالي وأملاكي.
في مارس 2018كررت السيدة مريم رجوي إعرابها عن تأسفها وتعاطفها مع وضع الشعب المتضرر بالسيل،وطالبت الشعب الإيراني بالتعاون على المستوى الوطني لإنقاذ الذين حاصرتهم السيول،ودعت الشبان لتشكيل مجالس شعبية في كل مدينة وقرية وناحية من أجل التغلب على تأثيرات السيل الكارثية.
وأكدت السيدة مريم رجوي مرات عدة أن قدرات قوات الحرس والبسيج وأجهزة الجيش والحكومة التي نهبت الشعب الإيراني يجب وضعها تحت تصرف الشعب ليتمكنوا من إنقاذ أنفسهم ومنع توسع الخراب والدمار.
في 28 مارس أظهرت قوات الحرس قلقها الشديد فيما يتعلق بالكشوفات التي فضحتها المقاومة الإيرانية ومنظمة “مجاهدي خلق” حول موضوع سياسات الملالي المدمرة التي أدت لحدوث السيل الواسع في جميع أنحاء البلاد.
قوات الحرس في محافظة فارس أصدرت بيانا في 27 مارس قالت فيه: أعداؤنا اللدودون وخصوصا “مجاهدي خلق “سعوا مجددا لنشر الشائعات الكاذبة من أجل إيقاف العملية القضائية في هذا الصدد. الأعداء اقسموا من خلال سوء استغلالهم لحادثة السيل الأخيرة على التلاعب بالرأي الشعبي وخلق حالة من عدم الثقة بين الشعب وقوات الحرس. وفي هذا الصدد يتوجب على المؤسسات الحكومية التحرك بشكل جدي وحقيقي ضد مثل هذه الأعمال.
لقد حول السيل في إيران الذي تزامن مع قدوم العام الجديد وللنوروز عيد الشعب لعزاء ومصيبة بسبب عدم فعالية النظام الفاسد والمتخلف، ولكن هذه الكارثة التي نشرت بذور الانتفاضة الضخمة سوف تكون – كما يتوقع بعض خبراء النظام نفسه- كسيل منظم يقتلع جذور هذا النظام الذي لم يجلب سوى الدمار والخراب والفقر والبؤس للشعب الإيراني وشعوب المنطقة طوال 40 عاما من حكمه المشؤوم.
عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

You might also like