شكل الصراع الإقليمي في الملف السوداني
فادي عيد وهيب
بعد يوم فض اعتصام القيادة العامة المشؤوم بالخرطوم، واندفاع صاحب الطموح السياسي “حميدتي” الذي كلف الجيش والسودان نفسه الكثير وما زال للاسف، بادرت اطراف منافسة للحضور للمشهد السوداني، فذهب الاثيوبي ابي احمد للخرطوم للتوسط بين الطرفين “الجيش والمعارضة”، وفي الساعة نفسها وفي زيارة غير معد لها مسبقا، حضر للقاهرة خصم اثيوبيا الاول “رئيس اريتريا” في زيارة لم تفصح أي وسيلة اعلامية عن تفاصيلها.
وفي مؤتمر المتحدث باسم المجلس العسكري السوداني قال الفريق أول شمس الدين الكباشي بصريح العبارة “لا نريد وساطة بيننا وبين قوى الحرية والتغيير أو غيرها بعد إعلانه بالموافقة على مقترحات ووساطة ابي احمد الاسبوع الماضي”.
وفي تلك الايام التي شهدت منافسة سياسية شرسة بين الاطراف الحاضرة بالملف السوداني، كان الجيش بالداخل يواجه تحديا غاية الخطورة عبر محاولتي انقلاب على يد الاسلاميين اتباع البشير بالجيش (كما صرح المجلس العسكري السوداني).
وعندما توجه الرجل الاول والاعقل في السودان الفريق عبدالفتاح برهان للعاصمة الاريترية اسمرا، والتقى بالرئيس الاريتري اسياسي افورقي، كان ابرز تصريحاته على الاطلاق “نرفض التدخل الاجنبي في شؤون السودان، فالشعب السوداني وحده هو الذي يقرر مصيره بنفسه”.
وتم الاتفاق بين البرهان وافورقي على فتح الحدود بين البلدين، وتسهيل الحركة الطبيعية عبر الحدود للمواطنين، على أن تقوم السلطات المختصة في البلدين باتخاذ التدابير اللازمة لفتح الحدود بصورة رسمية وفوراً، كذلك تم الاتفاق على تفعيل التعاون، والتنسيق بين البلدين فى جميع المجالات.
والى هنا انتهى الكلام الرسمي والمعلن بين الطرفين، لكن بالتأكيد هناك ما هو أبعد من ذلك جاء بالكواليس.
نعم المشهد في الخليج خطف كل العدسات بعد أن جاء على عكس كل توقعات السياسيين او العسكريين، بعد ان خرجت الطلقة الاولى “تخريب اربع سفن بمياه الامارات الاقليمية 12 مايو”، والثانية “حادث الفجيرة”، والثالثة “مطار أبها” والرابعة “ناقلتي نفط بحر عمان” من طهران وليس من الولايات المتحدة، ولكن لم تخطف مياه الخليج كل عيون الستراتيجي المصري.
فلا مجال أمام مصر للخطأ في دائرة أمنها القومي المباشر “ليبيا، السودان، غزة، شرق المتوسط” الذي يجب أن يحسم أمره تماما قبل 2023م، أي بعد مرور مئة عام على معاهدة لوزان 1923م والانتهاء منها.
كاتب مصري