شكوكو وعباس محمود العقاد

0 503

رجا حجيلان المطيري

من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بعث لي صديق هذه الرسالة؛ ولأن الحوار الذي تم بين طرفين العقاد والمهرج شكوكو بشكل او بآخر يمثل نمطا من السلوك الهزلي والجدي وقد ينطبق على بعض المهرجين الذين ازكموا انوفنا بالقيل والقال وثبورالحال، فإنني استميح القارئ الكريم عذرا بنقل هذه الرسالة كما وصلتني.
سأل صحافي عملاق الأدب العربي ” عباس محمود العقاد” من منكما اكثر شهرة، انت ام محمود شكوكو؟ رحمهما الله ـ “وشكوكو هو مونولوجيست مصري هزلي شهير، كان يرتدي ثياب المهرجين لإضحاك الناس” ،فردّ عليه “العقاد” باستغراب: مَن شكوكو ؟
عندما وصل خبر هذه المحادثه لشكوكو قال للصحافي: “قل لصاحبك العقاد ينزل ميدان التحرير في القاهرة، ويقف على أحد الأرصفة وسأقف انا على الرصيف المقابل، ونشوف الناس ( هتتجمع ) على مين؟!”
وهنا ردّ العقاد؛ “قولو لشكوكو ينزل ميدان التحرير ويقف على رصيف ويخلي ( رقاصة ) تقف على الرصيف الثاني ويشوف الناس ( هتتجمع ) على مين أكتر؟!”
عبارة العقاد الأخيرة، رغم قسوتها إلا أنها تلخص واقعاً مريراً، مفاده انه كلما تعمق الإنسان في الابتذال والهبوط والانحطاط، ازدادت جماهريته وشهرته، فيرتفع الوضيع وينزل الرفيع.
إن ميل الناس الى السذاجة والتهريج والسطحية ليس جديدا، فثمه انتقادات لهذا الميل العجيب المتدني منذ زمن سقراط، لكنه للأمانة لم يحقق انتصارا ساحقاً وواضحاً إلا في عصرنا الحالي.
في كتاب “نظام التفاهة” للكندي يخلص فيه الى أن “التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم ، لقد أمسكوا بكل تفاهتهم وفسادهم” أي “تمكنوا”، فعند غياب القيم والمبادئ الراقية وإفسادها يطفو الفساد المبرمج ذوقا واخلاقا وقيماً.

عضو مجلس أمة سابق

You might also like