شمس الغانم وغربال معارضيه إضاءات
فيصل الحربي
ما يتعرض له رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم من كيل التهم يمينا وشمالا يؤشر الى حالة من عدم النضوج السياسي، بل القحط السياسي ان صح التعبير،لاسيما من ثلة من المعارضين الذين يجهدون في لي الحقائق وانتزاعها من مكانها الحقيقي.
الغانم،كأي شخصية عامة وسياسية في العالم،لها معارضون ومؤيدون، نتفق معه او نختلف،ولكن يجب ان ننصف هذا الرجل وان لا نفجر في الخصومة معه.
ولو عدنا قليلا الى الوراء وتحديدا الى ما قبل ان يدخل عالم السياسة، فهذا الرجل منذ توليه رئاسة مجلس ادارة نادي الكويت كان يعمل بكل قوة ويسخر وقته وماله الخاص ليحقق أحلامه واحلام النادي الذي تسيده في زمن كان يحلم فيه نادي الكويت بتحقيق بطوله واحدة او انجاز،كما حصل في عهده، ولكنه عاد بالنادي الى منصات التتويج والبطولات التي لاتعد ولا تحصى داخليا وخارجيا،وهذا بعد فضل الله تعالى وفضل هذا الرجل الذي لم يدخر جهداً للوصول الى ما وصل اليه النادي من إنجازات يشهد له بها القاصي والداني.
إنجازات الغانم هذه دفعته بدعم من مؤيديه الى دخول عالم السياسة مطلع 2006، وبات عليه بعد ان تضاعفت مهامه في المجالين السياسي والرياضي تنفيذ مسؤوليات جسام،وهذا بلا شك رفع من نسبة المؤيدين، وبدأت الخصومات تتفجر إزاء النجاحات المتلاحقة التي حققها في السياسة وفي الرياضة، وبدأ معارضوه بمضاعفة جهودهم لوضع العراقيل امامه واحباطه في تحقيق طموحاته، ولكن فشلت كل تلك المحاولات التي تجلت في مواقف الرئيس في اكثر من موقع، داخليا او خارجيا.
انني هنا ومن هذه المنصة الإعلامية،لا ادافع عن هذا الرجل، وانما كان علي كما انتقد ان اشيد بإنجازات اشخاص استطاعوا ان يحققوها بجهود فريدة، ولا يوجد انسان كامل في هذه الحياة،فكيف إذا كان شخصية عامة،فالكل يعمل حسب الظروف السياسية التي تتفق مع مصالحه ومصالح حزبه،فهذا هو العمل السياسي.
التهم التي وجهت الى مرزوق الغانم لم تنقطع، وتضاعفت في بداية انطلاقته كنائب في مجلس الامة،ومن ثم رئيسا للمجلس، وقالوا عنه الكلام الكثير،تارة نجح بأغلبية حكومية،وأخرى بضخ الأموال وما الى ذلك، وثبت باليقين انه نجح في الانتخابات بأغلبية ساحقة كنائب أولا ورئيس ثانيا.
ولو عرجنا الى مواقفه الداخلية والخارجية، ففي الخارج تصدى الغانم خلال مشاركته في المحافل الدولية الى ممثلي الكيان الصهيوني وطردهم من تلك المؤتمرات،وكان ذلك مفخرة للكويت أولا،وللعرب ثانيا، بعد ان أشاد به صاحب السمو امير البلاد اطال الله في عمره، إضافة الى الاعلام العربي، فكتبت عنه الكثير من المقالات التي جعلت من الكويت رمزا للمواقف العربية الاصيلة التي تدل على اصالة الكويتيين ودفاعهم عن الحق العربي أينما كانوا.
وفي شأننا الداخلي والقضايا السياسية الكثيرة التي تطرح في الشارع الكويتي، فقد كان الرجل يتعامل معها بمسطرة واحدة امام الجميع في كثير من المواضيع والاستجوابات، وهذا ليس كلامي وانما كلام اعضاء في مجلس الامة وكذلك سياسيين سابقين. اما قضية الاعضاء الذي سقطت عضويتهم من قبل المحكمة الدستورية والتي جرى حولها الكثير من الحقائق، فقد كان له موقف مشرف قبل الحكم النهائي، اشاد به الاعضاء السابقون في اسقاط عضويتهم في حساباتهم بمواقع التواصل،فعلينا ان نكون منصفين للحقائق وان لا ننجر وراء من يبثون الاشاعات تحقيقا لأجندات هدفها تشويه الحقائق ونزعها من مكانها الطبيعي.
وفي النهاية لابد لنا من وضع النقاط على الحروف،وإعطاء كل ذي حق حقه، وان نسمي الأشياء بمسمياتها، ففي الكويت الكثير من الخصومات السياسية التي ليست دائما على حق، واشعر انه ينقصنا النضج السياسي والابتعاد عن المصالح الشخصية والحزبية والقبلية والطائفية لتحديد مواقفنا الصحيحة، سيما ان رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم تكلم كثيرا وكشف حقائق في لقاءاته التلفزيونية وفي الاعلام المطبوع والإلكتروني، الا ان معارضيه يحاولون دائما طمس الحقائق وتغطية الشمس بغربال،وهو ما لا يمكن من خلاله إخفاء الحقيقة.
كاتب كويتي