شهادة للتاريخ

0 540

عباس الخضاري

يا اهل الكويت الكرام، ان بلدكم في الماضي الجميل كان يجمع بين ابنائه وشعبه، عربا وعجما وقبائل . مسلمين سنة وشيعة، مسيحين ويهود . كانوا اخوة متحابين ومتعاونين، وكانوا يدا واحدة في السراء والضراء ايام الكوارث والحروب والامراض والمحن التي حلت بالكويت. تعاونوا بنقل الاهالي الى المدارس عندما هطلت الامطار بغزارة وتهدمت البيوت. ومنهم من كان يفتح المداعيب لتسهيل مجاري الامطارفي الشوارع والطرقات، وهي معروفة بـ”سنة الهدامة” وقبلها حرب الجهراء ومعركتا الصريف والرقعي، كلها حروب وامراض مثل الطاعون والجدري التي حلت بالكويت .
يبحر بعض ابناء الكويت في سفنهم الى شط العرب لجلب مياه الشرب، والبعض الاخر ينقل هذه المياه للبيوت بمختلف وسائل النقل الميسرة . وبعض الكويتيين يبحرون بسفنهم الى عدن والهند اوسواحل افريقا واماكن اخرى من العالم، لشهور وسنين بقصد التجارة وطلب العيش، ومنهم “يدش “الغوص لصيد اللؤلؤ. ومنهم من ينقل الصخورمن العشيرج للبناء. ومنهم القلاليف صانعو السفن وصيادو الاسماك من الحضور. او يقومون باعمال ومهن اخرى متعددة. صحيح ان الحياة كانت صعبة والمعيشة قاسية لكن القلوب صافية ومتآخية ،الصغير يحترم الكبير، يتعاون الجميع فيما بينهم لتعمير وبناء المدارس والمساجد والحسينيات، ويد الخير كانت ممدودة للداخل والخارج، وهذا ما جبل عليه الكويتيون وتأصل فيهم منذ الازل. وتوج ذلك باعتراف وشهادة الامم والعالم كله بمنح صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمير البلاد حفظه الله ورعاه وسام قائد الانسانية. والكويت اليوم رائدة في العمل الانساني وحقوق الانسان. لقد مضى من عمري اكثر من سبعين سنة رأيت فيها الحلو والمر والزين والشين، ولكن يشهد الله لم أجد أمر وأقسى من طرح وبث روح الطائفية بين الشعب الواحد في البلد الواحد.
اعلموا يااهلي وعزوتي اهل الكويت انكم اليوم تواجهون حربا قذرة تديرها ايدي الاستخبارات الاجنبية والصهيونية العالمية للاستيلاء على منابع النفط ومصادرالغاز. اوصيكم ونفسي بتقوى الله ورص الصفوف ووحدة الكلمة والمحافظة على بلدكم من التمزق والتشرذم. اعلموا ان الناس صنفان: إما لك أخ في الدين. أو نظير لك في الخلق .
ودمتم سالمين.

نائب سابق

You might also like