صديقتي أنا

0 364

دلال المطيري

كانت متواجدة في محيطي ولكن لم أكن أعرفها، تعرفت إليها لاحقا.
في بداية معرفتي بها كانت مندفعة غير متزنة مشاكسة، ما جعلني على خلاف دائم معها، إذ تسببت في كثير من المشكلات التي واجهتني والأدهى والأمر أنها تحمّلني المسؤولية كاملة، كانت كثيرة النقد واللوم لدرجة كنت أتحاشى الجلوس معها، أو الاستماع إليها.
كنت أجهل حقيقتها، لم نعرف الأسلوب الأمثل والمجدي للتواصل مع بعض.
في أوقات كثيرة كنت أكرهها، وكنت أطالبها بالصمت، فهي لا تتوقف عن الكلام، كبرنا مع بعض ولكني مازالت أراها تلك الطفلة المشاكسة التي لا تكبر أبدا، والتي كانت السبب في توتري طوال الوقت، ولأنها لا تغادرني ولأجد حدا لهذا الخلاف، قررت أن أسامحها، وأستمتع إليها بحب من دون ان احكم عليها، فلم اجد سبيلا اجمل منه للتواصل معها استمعت لها بعين المحب المشفق، سامحتها فأشفقت عليها لانها طوال تلك السنوات كانت قليلة التجربة مندفعة، ورأيت أن ما مررنا به من مشكلات، ما هي الا دروس ساعدتنا لتقويم النفس واصلاح الذات.
اصبحنا اكثر مسؤولية، استماعي اليها وعدم تجاهلها ساعدني كثيرا في بناء علاقة جميلة بيننا، اصبحت اشتاق اليها والى الجلوس معها، اصبح حديثي معها حديث الاصدقاء المحبين الناصحين، اصبحنا اكثر وعيا كفت عن اللوم والنقد، فكففت عن عتابها.
في بعض الاحيان قد نتجادل ونختلف لكنه اختلاف صحي يؤدي الى مزيد من الوعي والمعرفة بالذات، اصبحت نعم الصديق المحب الداعم الناصح لا أملُّ من الجلوس معها كاتمة اسراري لا ابحث عن احد سواها لافضفض له تجدنا في احيان كثيرة نتبادل الذكريات فننفجر ضحكا عليها لتبقي هي ضحكتها صامتة غير مسموعة ولكن في كل مرة افشل في ذلك فأرى نظرات الاستغراب في عيونهم فهم لا يستطيعون رؤية صديقتي لأنها تقبع داخلي فصديقتي هي انا.
كل واحد منا لديه تلك الصديقة عرفها ام جهلها، عزز صداقتك معها، فلن تجد صديقا اصدق منها وإلا تحوَّلت الى بركان غضب داخلك يمزقك، استمع لها كن صادقا
معها اصلح ما تريد ان تصلحه في نفسك وذاتك استمع لها بحب.
اختصاصي اجتماعي وموجه شخصي

You might also like