صمت الجوارح شفافيات
د. حمود الحطاب
لست أدري كم نحتاج من تبديل وتغيير بطاريات سمعـنا، وبصـرنا، وتفكيـرنا ومشيـنـا وقعودنا، وأكلنا وشربنا، لو كنا نعيش على بطاريات في كل هذا؟
إن طاقة تشغيل كل هذه الاعضاء طاقة رهيبة لا نستطيع تقدير قوتها وطاقتها، وهي في واقع الامر الذي تعيش فيه تستهلك منا طاقات عظيمة.
وفي شهر رمضان حيث التقوى المفترضة يطيب للجوارح، وبخاصة السمع والبصر والكلام، يطيب لها أن تستمتع بالراحة من فضول السمع، وفضول النظر، وفضول الكلام، فتصوم عن هذا شهراً كاملاً، وبشكل متقطع ليحسن لها العودة الى طاقتها التشغيلية، وبشكل اكثر فاعلية، وفائدة مع التدرب على التخلص من فضول الأعمال التي تحرق طاقات رهيبة من قوانا في ما لا نفع لنا فيه.
الصيام نعمة من الله، وفضل على المسلمين قد تتمنى البشرية أن تنعم بمثله حين تعرف يقينا فائدته وقيمته.
إنَّ روتين الصيام الذي تعودنا عليه يُفقدنا الكثير من عمليات تضبيط تشغيلنا لطاقات حواسنا، فمتى يكون هناك إعلام ديني ناجح يعرف كيف يوجه، ويضبط التوعية في طريقة تشغيل هذه الطاقات الجبارة؟
ولكي أطبق الابتعاد عن فضول القول: كما يجب أن تكون القدوة أكتفي بهذا القدر الذي أرجو أن يكون مفيداً في التوعية.
كاتب كويتي
shfafya50@gmail.com