طرق الكويت تحولت صحراء ترابية !
يوسف مبارك المطيري
تتصدر الكويت كل عام المراكز المتقدمة في نمو الفساد ،وفق شهادة المنظمات الدولية التي يشهد لها بالنزاهة، مثل منظمة الشفافية الدولية .ولعل آخر كارثة فساد وقعت في الكويت تلك التي فضحتها الأمطار والسيول الغزيرة التي هطلت منذ شهر تقريبا ،حيث كشفت عن سوء تنفيذ عقود صيانة إسفلت الطرق ما أدى لعرقلة سيرالسيارات وتطايرالحصى في معظم الطرق الرئيسة والفرعية .ولانعلم أين كانت رقابة وزارة الأشغال اثناء تنفيذ عقود الصيانة ؟ وأين كانت ضمائر الشركات التي نفذت تلك المشاريع ؟ نحن هنا لايهمنا أن تحاسب هذه الشركات بصورة قانونية فقط ،بل مايهمنا بشكل أكثر أن تجبر هذه الشركات على اعادة رصف هذه الطرق على نفقتها الخاصة ،شريطة ان تستخدم أجود أنواع المواد الخام المستخدمة في رصف الطرق عالميا .
ومن أبرزمشكلات طرق وشوارع الكويت التي تحتاج حلولا عاجلة تفاقم زيادة حدة الازمة المرورية بسبب ضيق الطرق والشوارع وانتشار الحفر، فعلى سبيل المثال يعاني سكان محافظة الفروانية ،التي تعد اكبر محافظة بعدد السكان ، من حدة الاختناقات المرورية بسبب ضيق مداخل ومخارج جميع مناطقها السكنية ، خصوصا في الصباح مع ذهاب الموظفين لاعمالهم او ذهاب التلاميذ للمدارس ،وأعتقد أن أزمة المرور في الفروانية ستشتد بصورة أعقد عندما يتم افتتاح جامعة الشدادية ،الأمر الذي يتطلب سرعة تنفيذ مشروع مترو الانفاق ،كما فعلت دبي وقطر وبعض الدول الخليجية الاخرى .واعتقد أن تنفيذ هذا المشروع سيجعل نسبة عالية من الوافدين والمواطنين يفضلون ركوب المترو للذهاب الى اعمالهم ،وبهذا ستخف حدة الازدحام المروري بشكل تلقائي.
عندما أذهب لزيارة بعض الدول الخليجية أشعر بمرارة عندما أشاهد طرقها الواسعة ،وأقارنها بطرق الكويت المتآكلة ، رغم أن الكويت كانت السباقة والرائدة على دول الخليج ،ولكن بسبب الفساد تراجعنا للخلف .
نسأل الله أن يتم استئصال كل جذور الفساد في وطننا الذي يستحق منا أن نحافظ عليه من السلبيات.
كاتب كويتي