طلبة يحكمون وزارة! اتجاه الصميم

0 126

نافع حوري الظفيري

يقال إن شر البلية ما يضحك، وما نراه في الفترة الأخيرة يزيدنا قلقا وحزناً على ما وصلت إليه وزارة التربية، التي من المفترض أن تكون قدوة حسنة لباقي وزارات الدولة، باعتبارها هي أساس الدولة لدورها التعليمي والتثقيفي لأبناء الوطن بعد الأسرة.
لكن ما يوجب الانتباه اليه، والوقوف بحزم في وجهه هذا العبث و”الميوعة” الزائدة عن حدها، متمثلاً بأن يحدد الطلبة متى يريدون الذهاب إلى المدرسة ومتى لا يريدون!
فيوم الخميس قبل الماضي، أول ايام شهر رمضان المبارك، طلعت علينا الصحف المحلية بأن نسبة الغياب وصلت إلى 95 في المئة، وهو يوم لا يصادف أي عطلة رسمية، بل هو دوام رسمي، وفيه واجبات يجب أن تؤدى حقها.
فهل أصبحت عبارة “الأمر الواقع” هي المطبقة في وزارة التربية؟
ما يحزن القلب وغير المتوقع هو أن تلك النسبة العالية من الغياب تتم بتحريض وتشجيع من “المعلمين”، هذا لأن ليس لديهم “مزاج” للتدريس، وهذا لا ينطبق على كل معلمي أجيال المستقبل، بل هناك معلمون نكن لهم كل الاحترام بعطائهم اللامحدود.
لم تقدم وزارة التربية على حل هذه المشكلة الخطيرة، حتى أصبحت الكويت من أقل دول العالم في عدد الساعات الدراسية، وهذا جرس إنذار خطير لانه يستهدف مستقبل الأجيال القادمة، فكثرة الغياب لأتفه الأسباب مشكلة خطيرة، فأصبحت العطل بأيدي الأطفال من التلاميذ يتفقون عليها بعلم المربين، وبعلم أهاليهم.
في المقابل يبقى المسؤول الأول عن التعليم لا يعلم عن شيء، فاليوم الممطر أصبح بالعرف إجازة، واليوم الضباب إجازة، واليوم المغبر إجازة، وقبل وبعد العطلة الرسمية إجازة، والعام الدراسي أصبح كله إجازات بإجازات، ورغم ذلك نلوم أنفسنا، اننا نخرج من لا يعمل، حتى اصبح لدينا جيل لا ينتج، وبعدها نطالب أنفسنا بالمقارنة بالنرويج والدنمارك.
يبقى ان نقول: الله يستر علينا، ويستر على العقول التي تتولى مسؤولية الاجيال القادمة، وتؤتمن على تربية أولادنا.
“اللهم احفظ الكويت”

محام وكاتب كويتي

Nafelawyer22@gmail.com

You might also like