علاقات الرياض والكويت في تجدد مستمر

0 506

د. عبدالله راشد السنيدي

تعتبر العلاقات السعودية الكويتية بقوتها وقدمها مثالاً وأسوة، وذلك لكون هذه العلاقات مبنية على أسس قوية من أهمها العقيدة والدم والجوار والمصيرالمشترك.
فقيادة المملكة العربية السعودية بعد سقوط الدولة السعودية الثانية ممثلة في الأمام عبد الرحمن الفيصل ومعه ابنه المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن غادرا إلى الكويت سنة 1892م حيث استضافهم حاكم الكويت آنذاك الشيخ مبارك الصباح، رحمهم الله جميعاً، لمدة سنتين عاد بعدها الملك عبد العزيز مستعيداً عاصمة آبائه وأجداده مدينة الرياض، حيث أسس الدولة السعودية الثالثة.
وهذا الوفاء الذي قامت به القيادة الكويتية في ذلك الوقت، ردته القيادة السعودية في عهد الملك فهد بن عبد العزيز، رحمه الله، سنة 1990م عندما قام النظام العراقي السابق في عهد صدام حسين بغزو دولة الكويت والنيل من سيادتها وتشريد شعب الكويت الأبي، حيث لم يتردد نسبة كبيرة من شعب الكويت في اللجوء إلى العمق الستراتيجي لبلادهم وهو المملكة العربية السعودية بمن فيهم قيادة الكويت في ذلك الوقت المتمثلة في الأمير الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح والشيخ سعد العبد الله السالم الصباح ولي العهد ورئيس الحكومة الكويتية، حيث تم استقبالهم جميعاً شعباً وقيادة بكل ترحاب، ولم تتردد القيادة السعودية في تخصيص مجمعات سكنية حكومية ضخمة وفاخرة في الرياض والدمام كانت على وشك التوزيع على المواطنين السعوديين للكويتيين، بسبب الظرف الطارئ الذي حل بهم، فقد وجهت القيادة السعودية بأن تكون هذه المجمعات سكناً للأشقاء في الكويت بالإضافة إلى أن الكثير من السعوديين فتحوا بيوتهم لإخوانهم الكويتيين واستضافوهم إلى حين انتهاء أزمتهم وتحرير بلادهم وهو الأمر الذي حصل بعون الله وتوفيقه عندما فتحت المملكة أجواءها وحدودها للقوات الدولية التي شاركت في تحرير دولة الكويت، ومنها السعودية ودول عربية ودولية كالولايات المتحدة.
وبعد أن تولى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في الكويت حرص كل الحرص في عهد الملك عبد الله، رحمه الله، ثم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، على تعزيز العلاقات والروابط بين البلدين الشقيقين وذلك عن طريق التنسيق والتواصل المستمر.
إذاً فإن هذه الأسس للعلاقات بين الدولتين ستكون قلعة صامدة وسداً ذريعاً لأي طارئ عابر أو اختلاف بسيط أو النيل من سيادة أي منهما، ومما يدل على ذلك الاتفاق الموفق الذي تم بين الدولتين مؤخراً حول استئناف إنتاج النفط من المنطقة المحايدة المشتركة والتي تضم حقلي الخفجي والوفرة والذي يبلغ إنتاجهما “550” ألف برميل يومياً. حفظ الله الدولتين الشقيقتين والجارتين من كل سوء ومكروه.

كاتب سعودي

You might also like