عندما يتدخل الكبار … يجب الإلغاء
فراج القحطاني
إلحاقا لمقالنا السابق “بعد ما شاب صار من الأغراب” وما تضمنه قرار القوى العاملة من تخبط وفشل وعدم جدية ودراسة القرار الصادر بحق من أكمل من عمره الستين عاما، وبعد تدخل السيد محمد الصقر رئيس غرفة التجارة، والسيد أحمد الجارالله عميد الصحافة الكويتية رئيس تحرير”السياسة” و”هنا يكون التدخل مطمئناً من رجلين مارسا وتخضرما كل في مجال عمله”.
السيد محمد الصقر معني في هذا الأمر ولا يتدخل إلا عن دراية وبُعد نظر للوضع الاقتصادي ولمآل هذا القرار وأثره القاضي على الاقتصاد بما يعود سلباً على الوطن والمواطن، الصحافة ليست بمنأى عن هذا القرار، وخير من يقارعهم الحجة بالحجة هو السيد أحمد الجارالله، حيث إن الصحافة هي مرآة المجتمع وقوته ونبراسه وسلطته الرابعة، وهي من يثير القضايا وبلورتها وتقتص ممن اغتصب حقه حتى لا تتهم الكويت بانتهاك حقوق الإنسان ومخالفة المواثيق الدولية، فهي تقويم لكل إعوجاج وتسليط الضوء على مواقع الخلل، وهو ما قام به رئيس تحرير “السياسة”.
ومن آثار تدخل هذين الرجلين إيقاف رئيس القوى العاملة عن عمله، وهذا لم يكن بمزاجية بل بقوة القانون من قبل وزير التجارة مع إحالته إلى التحقيق، وهي خطوة إيجابية، علماً بأن “الفتوى والتشريع”، وهي الجهة القانونية للحكومة، قد أوصت بإلغاء القرار القاضي بفرض رسوم على من تجاوز الستين عاماً من العاملين حملة المؤهل المتوسط، وكذلك هناك مباركة من مجلس الوزراء للإلغاء، إلى جانب الحكم القضائي بإلغائه، رغم كل ذلك إلا أن التكاسل والمماطلة في إلغاء القرار صار واضحاً وضوح الشمس، ولا نعرف لماذا ولمصلحة مَن؟! هذا ما دعّم تدخل السيد رئيس غرفة التجارة والسيد رئيس تحرير “السياسة”، وبالتأكيد هناك لغز محير لم يستطع أحد حتى الآن حله وراء عدم الإلغاء، فهل لا تزال موجودة أطراف في القوى العاملة تتبنى قرار الرسوم على فئة الستين عاماً؟ هل يوجد مراكز قوى تستطيع إيقاف قرار الحكومة؟… بالطبع لا أقصد أي تقليل من شأن الرجال المسؤولين بالكويت ولكن حقا صار الأمر محيراً. هل ما زال هناك اطراف تفكر بهذا الاسلوب الذي لا يأتي من ورائه استفادة غير تصدير صورة عن دولة الكويت غير حقيقية عن طبيعة شعبها المعطاء الكريم. فإذا كانت هناك مباركة حكومية لإلغاء القرار وحكم قضائي يقضي بإلغاء هذا القرار فالسؤال هنا: ما الذي يحول بين تنفيذ إلغاء القرار على الأشخاص المعنيين الذين تعطلت مصالحهم بناء على انتهاء إقاماتهم ومن يعيلونهم، ما الذي يعرقل إعادتهم إلى حياتهم الطبيعية، لماذا هذا الانتظار؟
قلناها سابقا ونقولها الآن، الكويت بلد الإنسانية والكويت للجميع من يريد البناء والعمل فله منا كل الترحيب والاحترام وليس النكران والإقصاء.
كاتب كويتي
ffaarraajjj@gmail.com