عودة الروح للوطن إضاءة
أحمد إبراهيم
بفرحة غامرة استقبلت البحرين عودة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، حفظه الله ورعاه، إلى أرض الوطن، بعد أن مَنّ الله تعالى على سموه بالشفاء والصحة، ليعود إلى وطنه وأهله، وسط ابتهاج شعبي كبير ينم عن مدى الحب الواسع الذي يحظى به سموه من ابناء البحرين جميعاً.
الفرحة العارمة التي غمرت قلوب الشعب وملأت مواقع التواصل الاجتماعي ليست غريبة، ولا لحظة عابرة، ولكنها نتاج طبيعي، لمسيرة طويلة من البذل والعطاء، والتضحية كان فيها سمو رئيس الوزراء شريكًا رئيسيًا في نهضة البحرين.
أكثر من 50 عامًا قضاها خليفة بن سلمان في خدمة الوطن والمواطن، جعلت منه قائداً متوجًا على عرش قلوب الشعب في مختلف قراه ومدنه، أكثر من نصف قرن كان فيها المواطن هو محط الاهتمام الأول والرئيسي لسموه، يدافع عن مصالحه وحقوقه ومكتسباته، ويبادر إلى معالجة التحديات وتجاوز المعوقات التي تقف أمام احتياجاته.
الحب الجماهيري الطاغي لم يكن إلا استبشارًا بعودة صاحب السمو الميمونة، الذي أفنى حياته في خدمة وطنه، ركز خلالها كل الجهود على تنمية الإنسان البحريني، إيمانًا منه بأنه الثروة الحقيقية للوطن، فكانت رؤيته التنموية دائمًا ترتكز على تحسين مستوى حياة الفرد في التعليم، والصحة، والإسكان، ووضع السياسات الكفيلة بالنهوض بالمجتمع اجتماعيًّا واقتصاديًّا.
سيبقى التاريخ شاهدًا على الكثير من المحطات التي تبرز دور خليفة بن سلمان الوطني، لا يسعنا الحديث عنها كلها، ولكن لن ينسى الشعب والوطن نجاح سموه في تحقيق استقلال البحرين، ومعالجة الكثير من المواقف الصعبة بحكمة وتروٍّ، والعمل على تحقيق نهضة المواطن في مختلف المجالات.
ان عودة سموه الميمونة لأرض الوطن أسعدت كل بيت، ورسمت الفرحة في قلوب أهل البحرين، الذين يدعون لسموه بأن يعود لهم سالماً، وكم كانوا يمنون النفس أن تستقبل قائدهم استقبالاً جماهيرياً وطنياً، يعبرون فيه عن حبهم وولائهم لهذا الرجل الفذ الذي فتح قلبه قبل مجلسه إلى عموم شعبه.
عاد حبيب الجميع ورجل المواقف الشجاعة، ورجل الانسانية والقلب الحنون، لتعود الفرحة الى قلوب أبناء شعبه، الذي سطر لهم مواقف لا تنسى، وقدم لهم عطاء الوالد إلى أبنائه، نعم كنت شاهداً شخصياً على بعض تلك المواقف في مجلسه العامر، عندما كان يوجه بحل مشكلات أبنائه المواطنين في الحال، وبخاصة الصحية منها، ولي مواقف عدة في ذلك، ومنها عندما خاطبت سموه مباشرة عن مرض أحد الزملاء، وأتذكر كان ذلك في تمام الساعة العاشرة والنصف صباحا في مجلسه العامر، وأعطى أوامره، حفظه الله، في الحال، وتم عمل إجراءات العلاج خارج البحرين.
هذه نقطة في سيل عطاء خليفة بن سلمان الإنساني المتدفق، إنها فرحة لا توصف بعودة الربان الماهر وصاحب الحكمة، بعد غيبة طويلة عصرت القلوب صبرًا، وجاشت بالدعاء إلى الله عز وجل أن يرجع لنا سموه سالماً غانماً، وتعود لنا الابتسامة التي لم نعرف لها طعمًا وانت يا صاحب السمو بعيد عنا.
كنت أتمنى مثل ما كان يتمنى غيري أن نخرج ونعبر عن فرحتنا بقدوم سموه، و لولا الظرف القاهر والاستثنائي الذي يعيشه العالم، لاكتظت شوارع البحرين ابتهاجاً وفرحاً بعودة سموه الميمونة، الجميع كان يهنئ الآخر ويقر عينه بعودة حبيب الشعب للوطن.
حفظك الله يا صاحب السمو، ومكنك من مواصلة هذه المسيرة المباركة، والحمد لله على سلامتك يا قائدنا ونبراسنا، سائلين المولى أن يحفظ سموكم وينعم عليكم بموفور الصحة والعافية،إنه سميع مجيب.
كاتب بحريني