غياب الأسس العلمية المقنّنة في بناء المناهج شفافيات
د. حمود الحطاب
حين أرادت لجنة استكمال تطبيق الشريعة الإسلامية، أن تتصارع سياسيّا مع وزير التربية الأسبق المغفور له بإذن الله الدكتور أحمد الربعي، اختارت مناهج التربية الإسلامية كحلبة للمصارعة؛ فإمّا أن يستجيب لمطالبها غير المقنّنة علميا لكل مرحلة دراسية- يعني يستجيب لإملاءاتها كيفما اتفق- وإمّا أن يصيحوا عليه حرامي حرامي؛ أعني بعد أن وضعوه في حفرة في مناهج الإسلامية.. حفروها له.
وأقصد أنهم كانوا سيثيرون عليه الحكومة والشعب، بزعم عدم تلبيته لمطالب لجنة استكمال الشريعة الإسلامية المدعومة بقوة، بفرض نفسها على مادة التربية الاسلامية، وبشكل عشوائي غير مدروس ولا مقنّن ولا يتفق مع أسس بناء المناهج علميا، حيث لا يوجد لديهم خاصية التخصص في بناء المناهج علميا.
وليسوا مصدرا علميا لبناء مناهج التعليم. وكان صراعاً سياسيا آثما، النيّة فيه غير مبيّتة في التقوى لأنها كانت سياسية مكيافيلية التوجه، غايتها بررت الوسيلة، وكانت الهزيمة في الحلبة للمتعلمين والتعليم في مختلف مراحل التعليم؛ حيث وضعت على ظهورهم مقرّرات دراسية، إضافة لما هو مقرر من الوزارة وزنا نوعيا وكفائيا نسبيا، وجعلت من التعليم الديني الإسلامي يعيش في دائرة ثنائية التعليم، مشوّشة وغير مفهومة أو مهضومة لدى المتعلمين، بأن اعتمدت منهج الحفظ الأصم من دون تدبّر في القيم ومن دون انتقاء مدروس، متوافق مع مطالب النمو ودراساتها العلمية، التي تحدد ما الذي يجب أن يتم اختياره ليتوافق مع مطلب النمو، حين يحين وقت تلبية مطلبه؟
وقد تصادم مع المقرّر الوزاري، وقبل ذلك تم اختيار ما اختاروه بعشواية يحكمها التسلسل في الموضوعات وليس الانتقاء العلمي المقنّن، لأنهم لم يكن يهمهم- إذ ذاك- غير إسقاط الوزير سياسيا والذي يصفونه بأنه علماني.
فإذا رأينا عكوف المتعلمين عن الإقبال على مناهج التربية الاسلامية روحانيا وقيميا وتطبيقيا في حياتهم فما ذاك إلا تعبير منهم- من المتعلمين- عن رفضهم لعدم احترام مطالب نموهم الذي تم تعويقه بفوات وقت تلبيتها في مراحل التعليم المتسلسلة.
وهذا أنموذج للعشوائية في بناء المناهج.. كيف يسمح لغير المتخصصين بإدخال أنوفهم في بناء مناهج التعليم من دون تخصص؟ هل يسمحون لمرشد ديني غير طبيب أن يجري لهم عمليات جراحية في قلوبهم؟ أين العلمية أين التخصص؟ إنها العدوانية والفوضوية؛ إنه التخبط.
كاتب كويتي
shfafya50@gmail.com