فيروس رغد المستجد
قاسم حسين
اللقاء الأخير مع رغد صدام حسين المجيد مع قناة العربية ما هو إلا محاولة بائسة لترميم صورة لرئيس النظام السابق أقل ما يقال عنها بشعة الى حد القرف بكل ما ارتكب من مجازر وحروب وغزوات ومدافن سرية بحق الشعب العراقي.
إنها أنكرت او تنكرت كل ما اقترفه أبوها من جرائم بذريعة حماية الشعب او التقليل منها تحت تبريرات غير منطقية، فالاحداث المريرة وتخريب البنية المجتمعية وتمزيق مقصود للخارطة الوطنية مازالت راسخة في الاذهان، فليس من الجدوى الرهان على ذاكرة جيل عانى من السياسات الخاطئة واكتوى بالظلم ان ينسى تلك الحقبة المريرة بأسبابها وتداعياتها وكانوا شهود إثبات على عصر كارثي بما تحمل الكلمة من معان ودلالات.
سعت ابنة صدام خلال اللقاء الى إعادة تسويق أبيها كبطل قومي صميم مغرم بالقضايا المصيرية للامة العربية، وكان كريم اليد لاشقاء منتخبين بدقة عالية واغدق الاموال على أقلام مأجورة من ثرواتنا الطائلة لغرض التمجيد والتأليه، فكانت مواقفهم صامتة لا تحرك مشاعرهم الخرساء، أشلاء الضحايا، وهذه طبيعة العقل العربي التقليدي الذي يرى في الطغاة صمامات أمان لمنع الاعداء الوهميين من اختراق الجدار الوطني.
تناست رغد لحظة القاء القوات الأميركية القبض على صدام بهيئة مزرية لا يحسد عليها وبثت صوره المقززة على شاشات التلفزة العالمية، ذاك الظهور شكل صدمة عنيفة لاعدائه قبل المغرمين به، بل راحوا يشككون بالعملية لان صدام، حسب اعتقادهم، لا يمكن ان يستسلم بسهولة للغزاة، الا بطلا مقاوما عنيدا.
اللقاء ينطلق من فكرة اعادة الاعتبار للاستبداد ومن ثم عودة العبودية التطوعية لخدمة الطغاة، ايضا رغد خلال اللقاء كان يراد منه تذكير الدول والشخصيات التي كان صدام يقدم اليها العطايا المجانية، سعت لاعادة الاعتبار لصدام في توقيت مدروس بعد سلسلة من الاخفاقات وبعضها من مخلفات صدام نفسه.
كاتب عراقي