فيصل السلطان… ستبقى خالداً بعطائك

0 207

هاشم تقي

انتقل الى جوار ربه صباح امس، المغفور له باذن الله تعالى، فيصل سلطان العيسى الذي نشأ وترعرع على يد والده، رحمه الله، سلطان بن عيسى رجل الخير والعطاء وقريبا من عمه الشيخ يوسف بن عيسى رجل الدين والعلم.
كان، رحمه الله، باسط اليد معطاءً محبا للناس والخير، كريما ليس بعطائه فقط بل باخلاقه وتعامله مع الآخرين ساعيا للخير دائما وإن سأله احد للمساهمة في مشروع ساهم او تكفل بالمشروع كاملا، لم يرد سائلا ولم ينتظر شكرا من أحد، يجزل العطاء ولم تعلم يده اليمنى ما أعطت يده اليسرى.
كان الراحل احد مؤسسي الجمعية الكويتية لرعاية المعاقين وكان مستشارها الهندسي والمالي، لم يبخل بفكرة او استشارة او نصيحة، بل كان مستعدا ومتواجدا، رحمه الله، لمساعدة الجمعية ودعمها ماديا ومعنويا.
وحين تبرع الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، والامير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، طيب الله ثراه، حين تبرعا بأرض في منطقة النقرة، بشارع العثمان، لجأت له، رحمه الله، رفيقة دربه منيرة المطوع واخته المرحومة باذن الله تعالى موضي السلطان لجأتا اليه محتارتين حول كيفية استثمار الارض لتدر دخلا على الجمعية الكويتية لرعاية المعوقين، فتبرع ومكتبه “مكتب المهندس الكويتي” بتصميم مجمع سكني، وسألته منيرة وموضي وعبدالرحمن العتيقي رئيس الجمعية، رحمه الله، كيف نبني هذا المجمع ونحن بالكاد نغطي مرتبات الموظفين الشهرية؟!
لكن فيصل لجأ لاخوانه مصطفى السلطان وبدر السلطان فحصل على الحديد والاسمنت وغيرهما من مواد البناء ثم لجأ الى أهل الخير في كويت الخير وبعض الشركات حتى تم انشاء المجمع الذي تم تأجيره لجامعة الكويت سكناً لأساتذة الجامعة ليدر دخلا ساهم بالصرف على الجمعيه وابنائها لعشرات السنين.
وحين ارادت الجمعية التوسع بأنشطتها تبرع، رحمه الله، بوضع التصاميم للمبنى الذي تحول فيما بعد الى مركزا للرعاية النهارية في محافظة حولي.
استمر رحمه الله بتقديم الاستشارة والمشورة والتبرع للجمعية للتوسع والبناء او لاسواقها الخيرية او التبرع بتسمية جناح باسمه، او احد افراد اسرته او بالتسويق للجمعية بإتمام انشاء مبانيها، كما ساهم في مساعدة الاسر التي لا تستطيع الجمعية تقديم خدماتٍ لها لعدم وجود اماكن شاغره لابنائها.
كان فيصل السلطان، رحمه الله، يقدم العون لطالبي العلم، ويمول دراستهم من خلال جمعية “سلطان التعليمية” التي كانت امتدادا لعمل والده سلطان بن عيسى، رحمه الله.
وكانت اخته المرحومة باذن الله موضي السلطان تلجأ اليه لمساعدتها بتقديم العون لبعض الاسر المحتاجة وكانت رفيقة دربه منيرة المطوع تزكي بعض المحتاجين عنده لمساعدتهم وتفريج كربتهم.
ساهم، رحمه الله، بمشاريع متنوعة في دول عربية واجنبية ولم يقتصر عطاؤه وتبرعه على من هم بالكويت، فقد تبرع لمشاريع ودراسات وبحوث علمية ولمراكز بحثية بدول عربية واخرى اجنبية ولم ينس أهل بلده الكويت حيث تبرع ببناء وتجهيز “مركز فيصل السلطان للتشخيص والعلاج الاشعاعي” هذا المركز المتطور لتشخيص وعلاج الاورام الذي سهل ويسر وشخص وعالج آلاف المرضى لما يوفره من أجهزة ومعدات وتقنية حديثة.
كان، رحمه الله، اذا اثنى عليه شخص وقال بارك الله فيك لعطائك لفلان او المشروع الفلاني أنكر ذلك ونفاه فلم يرد يوما ان يشكره احد او يكون محورا للثناء والشكر.
قال جل وعلا “ان تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ”.
أسأل الله تعالى ان يتغمده بواسع رحمته وعظيم مغفرته ويسكنه فسيح جناته وان يجعل قبره روضة من رياض الجنة وان يلهم اختي منيرة المطوع وجميع اخوانه واهله ومحبيه جميل الصبر والسلوان، والى جنة الخلد “يا بوغازي”.

كاتب كويتي

You might also like