في داخلي …وطن

فراج القحطاني

عندما نتكلم عن مكان الإنسان والمكان الذي يرتبط به ارتباطا تاريخيا، والذي تولدت فيه هويته فنحن هنا نتكلم عن الوطن.
الوطن ليس مجرد أرض وهواء وسماء، فكل ما سبق موجود في أرجاء الكون، لكن ما يميز الوطن عن غيره هو افاق ضمني بين الروح والقلب والشرف والأخلاق، تجمعهم شراكة أبدية ليصبح نتاجها الانتماء، وهذا ليس مجرد كلمة، او وصف، او ردة فعل في انتظار جني المديح من هنا وهناك.
لعل التفاتك او عندما يشتد انتباهك لعلم او خريطة للوطن اثناء سفرك او اغترابك هو من صور الحب الفطري والانتماء من دون ان نعي ذلك، فالوطن هو انت، ومالك، وأبناؤك، وسلفك وخلفك بعد ان تغادر هذه الدنيا بما فيها.
والانتماء هو غرس التفاني في تربة الإخلاص على أرض الوطن، وذلك يكون بأيدينا من جيل إلى جيل، فمن نحن لولا انتماؤنا، وهويتنا، ولولا أوطاننا.
واعلم ان كان لك مكاسب شخصية على حساب الوطن لن تكون الرابح في هذه المعادلة فالماء الذي ثقبت القارب من أجله لن يرويك عندما تغرق، والمنجم الذي بالغت في حفره لن تغنيك جوهراه عندما يتهاوى عليك.
هي نوايا مغفلة بأركان الشراكة سالفة الذكر (الروح، والقلب، والشرف، والأخلاق)
والوطنية لا تأتي بالتخوين، اوالمزايدة والتناحر، بل بالإخلاص والحب، وتقبل الآخر والتعاون معه، والمساهمة في بناء الوطن وحفظه، وسلامة مؤسساته وأراضيه.
هناك فرق بين اختلاف وجهات النظر وبين الإقصاء، وهناك اختلاف ايضا بين عدم الانسجام السياسي والكراهية، وهناك فرق بين الانتقاد والفجور بالخصومة.
اعمارنا قليلة والسنوات سريعة، والحقيقة الوحيدة هي الموت، فإن كنتم لا تتقنون البنيان ارجوكم لا ترتكبوا العكس.

كاتب كويتي
ffaarraajjj@gmail.com