في ذكرى الغزو… شكر وتحية لرجال الكويت
عبدالله احمد عبدالله المقلد
ما أسرع الذاكرة حين أن تعود إلى يوم شبيه بيوم الثاني من أغسطس قبل 32 عاماً، عندما هبّ الرجال في أذان الفجر لصد الغازي على وطننا، رجال من أبناء هذا الوطن سكنوا فيه وكان رزقهم من خير الكويت، لينقذوا هذا الوطن البريء الذي سخّره الله عز وجل رزقا لهم من خيره ومن عروبته، فدافع عنه كل أصيل كريم.
لقد تعالى هتاف “الله أكبر”، واشتبكت السواعد القوية مع العدو اللئيم، وأسقطت طائراتنا عدداً كبيراً من طائراته، وكان رجال جيشنا نسورنا يحلقون في الجو كشعلة من نار.
رغم عدم وجود مدارج لهبوط الطائرات لأن العدو قد دمرها، كانت تنزل طائراتنا على جوانب الطرق، واتجهنا نحن الضباط والتففنا حول شيوخنا في غرفة العمليات الحربية في رئاسة الأركان، ولحق بنا شبابنا الذين أصبحوا اليوم آباء، وقد استشهد منهم الكثير، ومن زملائي الضباط والعساكر.
ولأن الكويت كلها رجال فقد قامت النسوة من شابات ونساء بالقتال معنا…نعم لقد جسّد الكويتيون، رجالا ونساء، ملحمة وطنية يتغنى بها شعبنا ليل نهار، فلله درك يا كويت على هذه اللحمة الطيبة والتراحم بين المواطن والوافد الذي يعمل، كلهم فداءً لكِ وطوبى لمن نادى وهتف باسمك يوم القتال الذي جفت به الدموع، واختلط العرق بالبارود، فتحية لكم يا رجال، يا من تحبون العروبة، وتفدون من يقودكم، وكيف لا وقادتكم وحكامكم أمامكم في الميدان يقاتلون دفاعاً عن الوطن وعنكم.
هذه هي خلاصه ما في قلبي، وشكراً للمملكة العربية السعودية التي كانت بقيادة الملك، المغفور له، فهد بن عبدالعزيز احتضنت الكويتيين العزل، فآمنهم من خوف واستضافهم عنده، وكل الشكر والتحية للشعب السعودي، وشكراً موصولاً الى الدول العربية، ليس كلها بل لمن وقف الى جانبنا فقط، فشكراً لقيادة مصر العربية التي أجمعت الكلمة على الوقوف بشرعية الكويت، وتواجدها على الخريطة ودحر كل نظام عربي سيئ، فشكرا لله وللقائد الغفور له حسني مبارك.
هذه كلمتي من القلب، وذكرياتي المؤلمة أثناء الغزو، وأرفع يدي بالتحية والتقدير لكل رجل شارك وافتدى روحه من أجل حرية الكويت، وتحية وتقدير لكل من عاش منهم، ولكل من ترجل من الفرسان ورحل عنا إلى الباري عز وجل ليجزيه خير جزاء جنة عرضها السموات والأرض… وعلى الأرض تبقى الكويت حرة وفي السماء يحيا شهداؤها بأجنحة السلام.
عميد ركن متقاعد