في زمن الحزم… من لها غير سلمان؟

0 403

الدكتور بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود

ليس ثمة شك أن هذا الأمر الملكي السامي الكريم بالموافقة على استقبال أفراد من القوات الأميركية في المملكة العربية السعودية، يأتي متسقا كالعادة ضمن حكمة القيادة الرشيدة، وبعد نظرها، ورؤيتها الصائبة للأمور، وقراءتها العميقة للأحداث، دفعا لما هو أخطر، لا سمح الله، سعيا لحفظ الأمن واستتباب الاستقرار في منطقة الخليج، التي تشهد منذ مدة تصعيدا متعمدا من النظام الإيراني بعد أن ضاق عليه الخناق، وتقطعت به السبل.
وقطعا إن لم نأخذ على يد هؤلاء لإيقافهم عند حدهم في الوقت المناسب، قد تشتعل المنطقة، وساعتئذ سيتأثر العالم كله بما يمكن أن يترتب على هذا من نتائج سلبية.
ولأن أحد أهداف المملكة الأساسية، وغاياتها النبيلة هي المحافظة على الأمن والسلم الدوليين، بشهادة دول العالم أجمع، قويها قبل ضعيفها… لأن الحال كذلك، كان لا بد للقيادة الرشيدة من عمل اللازم لضمان الاستقرار، قبل خروج الموقف عن السيطرة نتيجة ممارسات طهران التي تسعى لإشعال المنطقة من خلال تهديد الملاحة الدولية التي تضر بمصالح الجميع.
وأعرف أن إعلام الفتنة المغرض سوف يسعى الى تضخيم الحدث والنفخ في نار الفتنة، لكن الجميع يدرك اليوم أن لأميركا، ليس بضعة أفراد من الجنود هنا وهناك فقط، وفق ما تمليه الاتفافات الثنائية، بل لها أساطيل وقواعد حربية في كل دول العالم تقريبا، تناهز الألف قاعدة… ونحن لسنا استثناء.
على كل حال، لن يهز أحد شعرة فينا مهما نفخ في نار الفتنة، فقد تجاوزنا تلك المرحلة، واصبحت لدينا حصانة راسخة ضدها، لأننا أدرى بمصالحنا وواجبنا تجاه المجتمع الدولي، الذي لا تسمح لنا أخلاقنا الكريمة بالتخلي عنه مهما كان، ورسالتنا التي من أجلها تأسس وطننا العزيز الغالي هذا الذي ليس مثله في الدنيا وطن منذ ثلاثة قرون إلا قليلا.
وفق الله قائد مسيرتنا إلى المعالي، سيدي الوالد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود وحفظهما، وحفظ بلادنا، وأدام خير شعبنا وأمنه واستقراره.

لواء ركن، كاتب سعودي

You might also like