قانون “كورونا” نقطة نظام

0 245

د.عيد أبو صليب

“لا تدب الحياة في القانون إلا عندما تختل الأمور”، هكذا وصف الفيلسوف الفرنسي ‏فولتير علاقة القانون بالمجتمع، ولماذا نحتكم إلى القوانين في حياتنا، ولأن الأمور ‏اختلت منذ الظهور المفاجئ للوباء اللعين “كورونا”، لذا أظن أنه ‏واجب علينا إعداد قانون موحد وشامل لمواجهة الجائحة وآثارها حتى نوفر الحماية ‏الممكنة لجميع أفراد المجتمع في وطننا الغالي، ونكون سباقين بفكر خارج الصندوق ‏لمواجهة أمثال تلك الجائحة، لا قدر الله، فيما بعد.‏
ولأن القانون يعد من أكثر المتطلبات الضرورية التي يمكن أن يحتاج إليها الإنسان ‏في كل يوم من الأيام التي يعيش فيها على سطح الأرض، فإن إعداد قانون موحد لـ”كورونا” يضم كل القرارات والعقوبات التي ‏أقرتها الحكومة ليتم دمجها بقانون ‏دائم موحد ‏لمواجهة الأوبئة والأمراض في أي زمن مقبل، خصوصا أن “كورونا” ليس الجائحة الأولى التي واجهتها الكويت أو العالم، فقد سبق مواجهات ‏أخرى ‏منها “انفلونزا الطيور، سارس، انفلونزا الخنازير” وغيرها، وهو ما يستوجب ‏وجود تشريع ‏موحد ودائم للمواجهة في أي وقت.‏
ومع ضراوة العدوى وانتشار ‏سلالات جديدة تهدد بتزايد الجائحة، مثل السلالة ‏الهندية التي وصلت لأكثر من 20 ‏دولة منها الأردن وغيرها، فإن الاحتياج إلى ‏مشروع قانون موحد لمواجهة “كورونا” يتزايد، ولا بد أن يستهدف عدم الاعتماد على الإجراءات الاستثنائية الموقتة التي ‏تتخذها الدولة في الظروف ‏الاستثنائية، ومنها تفشي وباء يحصد أرواح المواطنين، ومع ‏وجود إجراءات قانونية ‏دائمة تستهدف المحافظة على صحة وسلامة مواطنيها ستطبق في ‏أي ظرف وبائي ‏أو جائحــــــة، ويكون بالقانون زيادة تدريجيــــــــة في الإجراءات الاحترازية بزيادة خطورة ‏الجائحة، لا سيمـــــا أن الإجراءات ‏الاستثنائية تنتهي بنهاية كل موجة من الموجات، ‏ومع وجود قانون دائم سنكون أسرع حركة فــــــــي اتخاذ القرارات والإجراءات التي تتفق مع الحالــــة العامة للمواجهة.‏
‏مشروع قانون لـ”كورونا” لن يخص وزارة الصحة وحدها، بل سيتضمن كل ‏الإجراءات ‏والقرارات والعقوبات والحوافز التي تخص جائحة “كورونا” موزعة على ‏جميع الجهات، لكي ينظم المسؤوليات، حتى لا تقع كلها على ‏اللجنة العليا لمتابعة “كورونا”، والتي بموجب القانون، إذا خرج للنور، ستتحول لجنة دائمة لمواجهة أي وباء أو جائحة، وسيكون أعضاؤها ‏ومسؤولياتها وصلاحياتها معروفة وفقا للقانون.‏
‏وبما أن من أهداف القوانين اعطاء الإنسان حقه وحمايته، فإن القانون الجديد أيضا ‏سيتضمن امتيازات وحوافز ودعماً للأطقم ‏الطبية، وكذلك سيحدد سبل تعويض ‏شهداء الأطقم الطبية في ظروف أي جائحة بما يتناسب مع مواجهاتهم الدامية ‏للقضاء على الأوبئة والجوائح.‏
وبذلك القانون تكون الكويت رائدة كعادتها في تهيئة الظروف الصحية التــــي يمكن ‏فيها لكل فرد أن يكون موفور الصحة بقدر الإمكان، وتكون ضامنة توفير الخدمات ‏الصحية وظروف العمل الصحية والمأمونة والحياة الكريمة لجميع مواطنيها ‏والمقيمين على أرضها الطيبة، لتظل الكويت كما عهدناها سباقة في إعطاء كل ذي ‏حق حقه.‏

محام كويتي

You might also like