قراءة في زيارة السيسي إلى الإمارات
د.الأمير بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود
ترتبط الامارات بجمهورية مصر العربية بعلاقات طويلة ممتدة على مر التاريخ، منذ ايام المغفور له بإذن الله الشيخ زايد الذي يكن له المصريون في نفوسهم وقلوبهم كل حب، ودائما يتذكرون زايد الخير، وسار على نهجه اولاده بعده، وحتى اليوم تقف الامارات مع مصر، وهناك شراكات في المجالات كافة واستثمارات اماراتية في مشاريع مصر الجديدة التي يقودها فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي بدأ زيارته الى الامارات الاربعاء الماضي، وهذه الزيارة من سلسلة زيارات قام بها الى الامارات منذ توليه الحكم في 2014، بالاضافة الى زيارة المسؤولين الاماراتيين الى مصر والتنسيق والتشاور في كل ملفات المنطقة الاقليمية، وكذلك الملفات الدولية، وملف مكافحة الارهاب.
مصر بقيادة رئيسها القائد الشجاع عبدالفتاح السيسي ترى ان أمن الخليج من أمن مصر، وأمن الامارات من أمن مصر، و ايضا دولة الامارات ترى ان مصر هي بوابة العالم العربي للامان والاستقرار، وهناك علاقات حب وود تجمع البلدين، والشعب الاماراتي يدعم أمن واستقرار مصر وهو اول من دعم مصر بعد سقوط حكم “الاخوان” وقام اهل الامارات بزيارات الى مصر من اجل دعم السياحة والترويج لها، وهناك نشطاء اماراتيون على منصات مواقع التواصل الاجتماعي يروجون للسياحة فيها، لانهم يحبون مصر الكنانة واحة الأمن والاستقرار، التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم” ادخلوا مصر ان شاء الله أمنين”.
الامارات ومصر رغم ان البلدين من قارتين مختلفتين، الا ان ما يجمعهما من روابط الدم والدين واللغة والاخوة والصداقة والعلاقات التاريخية المتميزة والطويلة، والمصير المشترك، لان الاخطار التي تواجه البلدين واحدة خصوصا في ما يتعلق بجماعة “الاخوان” الارهابية، والدول التي تقف خلفها، وتستهدف مصر والامارات، لان هاتين الدولتين لديهما ستراتيجة واضحة لمواجهة الافكار الظلامية، واصحاب الفكر المتطرف، لكن بلا شك ان مصر هي حصن الامان للعالم العربي، بقوة جيشها الذي لا يقهر ابدا، وهو نجح في السابق بتحرير ارضه واستعادة السيطرة عليها، ونجح اليوم في القضاء على الارهاب بعد اطلاق عملية سيناء الشاملة العام الماضي.
الامارات لم تبخل على مصر بل وسائل الدعم بعد يونيو 2013، وكانت مصر تتعرض لهجمة شرسة من جماعة “الاخوان” الارهابية التي كانت تروج معلومات مغلوطة في مؤسسات صنع القرار في الغرب حول ثورة يونيو2013 والتي خرج فيها اكثر من 30 مليون مصري لاسقاط نظام “الاخوان”، لكن الامارات دعمت مصر وشعبها في كل المحافل الدولية ،وكانت توضح للغرب ان ماحدث في مصر ثورة شعبية على جماعة “الاخوان” الارهابية، وليس انقلابا عسكريا، كما تروج هذه الجماعة الظلامية التي تريد ان تحكم الشعب المصري وتهدر دمه.
مصر تترأس الاتحاد الافريقي والامارات لها علاقات طيبة مع دول افريقية، وربما ايضا تؤدي الامارات دورا في مسألة حل ازمة سد النهضة مع اثيوبيا، بعد ان وصل الامر الى طريق مسدود.
لا شك ان زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الى الامارات مهمة للبلدين، وتؤدي الى مزيد من التعاون وتعود بالنفع على البلدين، وايضا هي رسالة الى العالم ان مصر تضع أمن الامارات وأمن الخليج في اعتباراتها، في الوقت الذي تهدد فيه ايران دول الخليج وممرات الملاحة في مياه الخليج.
لواء ركن، محلل سياسي سعودي