قمتان… والثالثة سلمان
عبدالله السبيعي
الدعوة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لأشقائه قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقادة الدول العربية، لعقد قمتين خليجية وعربية طارئتين في مكة المكرمة جاءت مترجمةً لمكانة المملكة العربية السعودية عند العرب، بل والمسلمين كافة.
المملكة بما تملك من مكانة وثقل دولي واقليمي كبيرين تعد الخيمة الكبرى للدول العربية، وخط الدفاع الأول عن أمنها وإستقرارها، وأثبت قادتها إيمانهم بهذا الدور المهم، وبأنهم أهلُ له، وحملوا على عاتقهم مسؤولية توحيد الصف والدعوة للقاء الأشقاء، ورص صفوفهم لإيقاف ما تتعرض له الأمة من مخاطر تحيق بها وتعيق نموها، خصوصا بعد الأحداث الأخيرة والاعتداءات التي تعرضت لها الناقلات النفطية في خليج عمان في المياه المتاخمة للمنطقة الاقتصادية الخالصة لدولة الإمارات، وكذلك الاعتداء على المنشآت النفطية السعودية، التي تقف وراءها إيران اضافة الى استهداف الميليشيات الحوثية التابعة لها في اليمن مكة المكرمة بصواريخ باليستية إيرانية، بهدف تهديد أمن المملكة والأمنين الإقليمي والدولي، في انتهاك صارخ لحرمة شهر رمضان الفضيل والبلد الحرام والدم المسلم، لتنتهك بذلك كل ما هو مقدس لدى المسلمين.
إن هاتين القمتين ستمنعان قمة الدول الإسلامية التي ستتلوهما من الإنزلاق، وإستغلال إيران لها وستقطعان الطريق أمام ترويجها” مظلوميتها الزائفة”، وذلك سيكون عبر إعادة ترتيب البيت العربي في لقاء مكة المكرمة بين قادة دول “مجلس التعاون” والعالم العربي، وبناء موقف قومي تضامني موحد يضمن لدول القمتين الأمان والاستقرار، ويجابه هذه التهديدات الإقليمية.
فالمملكة كانت وما زالت داعية أمن وأمان، وحاملة رسالة سلام للعالم أجمع، لكن ذلك لا يتعارض، بأي حالٍ من الأحوال، مع حق الدفاع عن النفس والذود عن الحدود وحفظ الاستقرار في المنطقة.
كما بذلت المملكة العربية السعودية طوال تاريخها الكثير…الكثير من الجهود، واتخذت العديد من المواقف الحازمة غير الملونة مع أشقائها.
ولا نزال نحن ككويتيين خصوصا نحفظ لها موقفها،غير المستغرب أبداً، معنا إبان الغزو العراقي الغاشم على بلدنا بكثير من الشكر والإمتنان. وفق الله الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لما فيه خير واستقرار المنطقة، وإنجاح مساعيهما في القمتين والثالثة سلمان فدعوة كهذه لا تأتي إلا من الكبار… والكبار فقط.
كاتب كويتي