قهر الكويتيات وأبنائهن إضاءات
فيصل الحربي
لا شك ان الندوة التشاركية التي نظمناها بالتعاون مع مجموعة من النساء المتزوجات من غير الكويتيين اماطت اللثام عن كثير من الحقائق التي يجب على كل مواطن كويتي غيور على بنات جلده ان يقف الى جانبهن في ظل الظروف المأساوية التي يعشنها.
الندوة التي حضرها العشرات بل المئات من الكويتيات كشفت عن الالام والوجع وفقدان آدمية الانسان التي لم نكن نعرفها او نتوقع ان
تحصل في بلد الإنسانية الذي وصل الخير فيه الى تخوم العالم ، في الوقت الذي تعاني فيه أخواتنا الكويتيات المتزوجات من غير كويتي مصاعب جمة يواجهنها في حياتهن اليومية في كل الوزارات حتى ينجزن معاملات ابنائهن تحت واقع المذلة والإهانة، وفي ظل صمت مطبق من قبل الحكومة وكذلك خيبة رجاء في جميع اعضاء مجلس الامة، طوال السنوات الفائتة ولا يوجد من ينصف تلك المواطنة الكويتية، وكأنها ارتكبت جريمة بزواجها هذا حين قررت الزواج من
غير كويتي واصبح الكل يحارب هذه المرأة التي لم يكن لها يد في هذا الزواج وانما قسمة ونصيب من رب العباد موزع الارزاق، فالمجتمع بدا وكأنه
امام حالة غريبة لا تحصل الا في مجتمعنا، علما ان العدد يفوق عشرين الف حالة من زواج الكويتيات المتزوجات من غير كويتي حسب إحصائية وزارة العدل .
مشاكل هذه الشريحة من الكويتيات لا تعد ولا تحصى بدءا من عدم صرف بدل ايجار سكن، ومرورا بمعاناة المتزوجة من غير كويتي وعدم مراعاة ظروف من لديها أبناء من أصحاب الاحتياجات الخاصة من خلال تخفيف ساعات العمل اسوة بالموظف الكويتي، إضافة الى أن أطفال الموظفة التي لا تمنح الا بحكم محكمة، وكذا عدم توظيف أبناء الكويتية الا في حالات ضيقة مع ان الكثير منهم يحمل شهادات علمية عالية ولا يستفيدون من خبراتهم في شتى المجالات في حين يستعينون بالعمالة الخارجية ويتركون ابناء الكويتية.
المعاناة كبيرة حدث ولا حرج، وهذا بعض من معاناة اخواتنا الكويتيات اللاتي يعانين منها طوال هذه السنوات فلا يوجد من ينصفهن او يستمع الى مشاكلهن سواء من الحكومة او من مجلس الامة حتى يجد لهن الحلول.
والتساؤل الملح الان هو، لماذا لا تكون هناك جهة او هيئة حكومية مستقلة للكويتية المتزوجة، من غير كويتي هي وابناؤها بعيدا عن الاهانات التي تحصل معهن ومع ابنائهن وتختص في المعاملات اليومية وشؤون الحياة حتى نحفظ لها كرامة العيش العزيز في وطنها؟
وفي الختام، لابد لنا من التأكيد على ان الحكومة هي المسؤولة عن حفظ كرامات الكويتيين حسب الدستور ولابد من إيجاد حلول عاجلة لمشكلة باتت تؤرق شريحة من الكويتيين بعيدا عن دغدغة المشاعر والحلول الترقيعية.
كاتب كويتي