كشف حساب 2021 كلوروفيل

0 219

د.ريم أحمد الهزيم

كل عام والجميع بألف خير وصحة وسلامة بمناسبة العام الميلادي الجديد جعلها الله سنة خير وبركة، وعجل بزوال الوباء عن البلاد والعباد، سنة جديدة افتتحت بالأمطار والخير الوفير.
اعتدت في بداية كل عام أن أضع “أجندتي” العام الماضي والمقبل أمامي على طاولة الإفطار بالفندق مع القهوة وقطعة الكعك الإنكليزي، التي دائماً ما تكون خارج البلاد، ولكن في آخر عامين اختلف الوضع، فالسفر أصبح للضرورة القصوى فقط، ومازلت أرى أن لا ضرورة للمخاطرة في ظل انتشار المتحور من الوباء.
وضعت “اجندة”2021 المليئة بالقصاصات وألوان الحبر والرصاص، والجديدة 2022 التي لم تمس الى الآن أمامي في المنزل، وحمدت الله وشكرته على ما نحن فيه من نعمة الصحة والعافية والأمن والأمان وأسرتي من حولي، حمدته على جميع النعم التي مغبوط فيها كثير من الناس ولكنهم لايعلمون وأصبح التذمر لديهم عادة.
كل عام وأنا أجرد التواريخ المميزة والهواتف المهمة اتابع الأحداث التي مرت بي منذ يناير الى آخر ديسمبر لأجد أن سبحانه “العدل” قد أتم لي كشف حسابي طوال السنة فما جاءت محنة الا تبعتها منحة من العزيز القدير تجبر الخاطر وتضمد الألم.
جاءت “كورونا” لتبقينا بالمنزل لأيام بل لشهور ولكنها بالمقابل جعلتنا أقرب الى الله وأقوى مع أسرنا، زاد القرب والتواصل والدفء في كل حياتنا ولم تعد باردة المشاعر كالسابق أو سريعة “الرتم” كأيام ما قبل كورونا والحمد لله قبل أن ينتهي العام تم اكتشاف اللقاح المضاد لها والجرعات المعززة له وفي متناول يد الجميع.
في السنوات الأخيرة تعالت بعض الأصوات المنتقدة للدور الزراعي في البلاد ولكن المزارعين وتحديدا في2021و 2020 تدخلوا في الوقت الحرج ومنعوا كارثة محتملة أن تقع وكان ذلك بعد توقف حركة الملاحة الجوية والبحرية وبعد أن فرضت أهم الدول الموردة للكويت من السلع الغذائية الاغلاق التام، وتوقفت شبكات الامداد التي أدت بدورها الى الانقضاض على السلع الغذائية والاستهلاكية في المتاجر وذلك جراء الرعب الذي انتاب العالم بشكل عام خوفا من نقص الموارد الغذائية.
فكـــــــان المزارع الكويتي هو الملاذ الآمن الذي لجأنا إليه فلم يأخذ إجازتـــــــه الصيفية المعتادة ولكنه على العكس بذل كل ما في وسعه ليثبت أنه على قدر من المسؤولية وتحدى المعوقات الزراعيـــة وأبهر الجميع فيستحق كل الشكر والعرفان.
بالمقابل، خفضت بعض الأسر بشكل كبير الانفاق على المظاهر والكماليات والغذاء في المطاعم وأوقف هدر الطعام بنسبة كبيرة لا يستهان بها رغبة في الحفاظ على المستقبل وعدم علمنا بالمدى الزمني لمكوث هذا الوباء بيننا فكان الحذر الذي لازم الجميع في كل شيء.
كشف الحساب الذي أقصده يختلف عن كشوف الحساب الأخرى التي نعرفها فهو بالفعل به الأرباح والخسائر ولكن من نوع آخر لا يتعلق بالمال بقدر ما يتعلق بالأحداث ومجرياتها.
فقليل من الأسئلة الصادقة في نهاية عام وبداية الآخر بينك وبين نفسك كفيلة بأن تؤثر على تطلعاتك وانجازاتك وبإمكانها أن تقويك أو تضعفك، تغيير الحدث أو المسار عما هو متوقع ليس بالضرورة أمرا سيئا ولكن لابد من ادارته بالطريقة السليمة لنكون بأفضل حال، مواجهة المستجدات تتطلب قوة، فالمؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف.
كشف حساب نهاية العام بالنسبة لي له مذاق رائع وخاص بمجرد تسطيره على الورق أجد متعة سواء بعمود الخسائر لأن “كل طراق بتعلومة” أو عمود الأرباح ولن أتوقف عن تدوين كشف حسابي دائما والا سيكــــون العام المقبل نسخة من الماضي وأنا لا أحب أن أكرر نفسي متفوقة ومتجددة دائما، والى مستقبل أخضر مثمر ان شاء الله.

دكتوراه في فلسفة علم النبات
كاتبة كويتية

You might also like