“كل طراق بتعلومة” كلوروفيل

0 181

د.ريم أحمد الهزيم

“كل طراق بتعلومة” مثل كويتي قديم “والطراق” يعني باللهجة الكويتية كف على الوجه أو الضرب على صفحة الوجه، تحديدا الخد، “والتعلومة” تعني الدرس أو المحصلة النهائية من هذا الطراق أو الكف.
هل هناك أقوى من كل هذه الطراقات والدروس التي مرت علينا ونحن مكانك سر، هل تعلمنا من كل هذه الدروس، وهل استفادت الحكومة والمجلس والشعب،”وأنا” من كل هذه الدروس.
أنا شخصيا استفدت من الغزو العراقي الغاشم وتوجه تفكيري الى دراسة الزراعة وعلم النباتات لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتخصصت بعلم الوراثة بعد أن خفيت علي أمور كثيرة في قضية استنساخ النعجة “دولي” التي هزت العالم عام “1996” وتحقيق الأمن والاكتفاء الذاتي وبذلك ضربت عصفورين بحجر واحد، وصرفت النظر عن حلم الطفولة وهو طب الاسنان.
قرار الهند في الأسبوع المنصرم جعل العالم معه يتنفس الصعداء والتي صرحت بانها تستهدف انتاج 10 ملايين طن من القمح هذا العام وهي شحنات قياسية لم يسبقها أحد اليها. “ويا فرحة ما تمت” بعد سبعة أيام فقط أعلنت فرض حظر صادرات القمح وعزت قرارها المفاجئ بالمنع الى موجة الحر الشديدة التي بدورها أدت الى تقليص الإنتاج.
ونحن نعلم أن الحكومة الهندية بذلك تضمن الأمن الغذائي لها ولسكانها وهي خطة موجهة الى رفع الأسعار المحلية الى أعلى مستويات على الاطلاق.
وللعلم فإن الكثير من الدول العالمية تعتمد على الهند في امدادات القمح وذلك بعد أن تراجعت صادرات منطقة البحر الأسود منذ الحرب الروسية الأوكرانية في نهاية شهر فبراير هذا العام، التي أدت بدورها الى قفزة خيالية بأسعار الحبوب الأساسية والزيوت.
إن تأمين الأمن الغذائي أمانة ولابد أن نسعى الى تأهيل جيل جديد واع لما يدور حوله جيل بعيد عن الصراعات والتصفيات التي عطلت من مسيرة التنمية وجعلتنا غير قادرين على اللحاق بركب الدول المتقدمة جيل بعيد عن عقلية الانتقام والتي دائما ما تجعلنا “لاطبنا ولاغدا الشر”.
لابد من نفضة قوية لمفاصل الدولة وعملية غربلة حقيقة للكفاءات المحبة المخلصة لهذا الوطن لنأدب كل من يشكك في جهودنا وقدراتنا على التنمية والإصلاح، ولا ننسى أن تردي الاقتصاد في العالم يجعل الجميع في قلق ومتوتر ولكن وكما نعلم أن “رأس الحكمة مخافة الله” من قبل ومن بعد.
تفاقم أزمة الحبوب العالمية يجب أن لاتمر مرور الكرام علينا أن نسن قوانين ولوائح تساعدنا على مجابهة الصعاب والأخذ بكلام الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله في سورة يوسف والاستفادة من سنين الرخاء التي نعيش بها وحفظ النعمة ولك أن تتخيل “مجبوس دياي من غير عيش”، والى مستقبل أخضر مثمر ان شاء الله.

كاتبة كويتية
دكتوراه في فلسفة علم النبات
dr.reem2035@gmail.com

You might also like