كويتنا في خواطر مبعثرة
علي باجي المحيني العنزي
كانت عقارب الساعة تقترب من الخامسة صباحاً، وبعد الخروج من المسجد كان السكون قد عم ارجاء الحي، سكون لم يكسر حدته سوى زقزقة العصافير، دقائق معدودة هي مدعاة للتأمل لكل ماهو جميل، شعور غريب ورغبة ملحة بتدوين عبارات وخواطر بعد ليلة كان معظم حيزها ومساحتها من نصيب الأخبار والتصريحات، نادرمنها مايحفز السعادة والايجابية، ومعظمها محبط ومثبط، ويعزز السلبية،ويرسم صورة سوداوية محزنة، مخرت خيوط الفجر عباب السماء، ونفذت عبر الغيوم الكثيفة لكنها ليست مزنا سرعان ماشتتتها أشعة الشمس، بخيلة كرهاً وطوعاً، لكنها لاتعكس واقع كويتنا الجميلة، فقد اغدقت علينا مافي جوفها، نعم هي كويتنا، وحدثتني نفسي بخاطرة مبعثرة وقالت:
في بلادي الكويت سماءٌ صافية نقية ودافية، وأرضٌ وافية كريمة استفرغت مافي باطنها فهي لكل جائعٍ شافية،شعبها طيب من كل طيفٍ وليست بخافية، بلدي الكويت نفيديك بروحٍ ونفسٍ وليس بكافية، بلدي الكويت كنت ومازلتي فوق البلدان في سلامٍ وعافية.
في بلادي الكويت مناقب جمال لاتعد ولاتحصى، وأنعام تقتضي علينا وتدفعنا بأن نرفع أكفنا للسماء وندعو الله أن يديمها وأن لايجعل للشرعليها سبيلا.في بلدي الكويت سلامٌ وأمان،عندما يخيم الليل البهيم ويرخي سدوله تغط الأجفان في عمقٍ ليس للنوم اليقظ عليها سبيل، الكل يستسلم للأحلام والأمنيات الأصل والنسخة وغير ذلك ممن يبحث عن الملاذ الأمن وليس للخوف عليه سبيل. يعم السكون ويكتمل السواد ولاجائع ولا متسكع رغم التفاوت فلا للتشرد علينا سبيل. جميلةٌ هي ولاكمال فهو السمات للإله وصفاته. والنقص على البشر له دليل وسبيل.
في بلادي الكويت أناس يجنحون للسلم يتقوقعون في ذواتهم، لايطلبون لايشرهون لايطمعون لايريدون سوى للسلام سبيلا.في بلادي الجميلة دعوات صافية تردفها أعمال خيروافية من قلوب غير جافية،اهل الكويت الضافية لهم في المروءة سبيل.
في بلدي أشباه بشر، بعضٌ من جماعات وأفراد نسجوا في حبه وولائه أطنانا من عبارات وشعارات، أهازيج مصيرها كبيت العنكبوت في أول نسمة ناعمة،وهو لا شيء يدانيه في الوهن والضعف. في بلادي الكويت الرائعة شروط المواطنة وقيم الوطنية وتعميق الولاءات، رفعها مقنعون يستنفرون يرتجفون ينتحبون، نفعيون انتهازيون واهمون بأن بلادي لهم ولا كفاءات نحمد الإله بأن لاصدى لنعيقهم،أجمل مافيهم بضاعة كاسدة هم جميع وقلوبهم شتات وشتات،صاحب السعادة
والسيادة والريادة يؤمن بأنهم خيالات ولاشيء مجرد خيالات.
في بلادي الجميلة ساد بعضهم في العالم الافتراضي وتصدروا واجهة الاهتمامات،تحلّق الناس حولهم،ضحك وعبثٌ وسفاهةٌ ولاشي سوى السخافات، مات الحياءُ في وجوه القوم بل بعضهم، ومنهم كغرابٍ قاد قوما إلى الجيفٍ والمهلكات.هذه الحياة ليس لنا إلا أن ننحني لعواصفها، فهو وقتهم ودورهم حيث ولى زمن الاحترامات.
في بلادي الكويت رمزٌ جرها وسط عواصف وشاردات وواردات. جنوب يحترق بين طائرات ومدمرات، وشمال صلته نار الطائفية والعصابات، وشرقٌ في فتنةٍ أججتها مليشيات، وغربٌ مجهول المصير وأهله من العقل في سبات. صباح الأحمد حميت الكويت حرست الكويت، سيوف تُسل ورماح تسن،حناجر تنعق وآفات،ونحن في عهدك الميمون آمنون ساكنون.
كاتب كويتي