كيف تدير مصر صراع الغاز في شرق المتوسط؟

0 102

فادي عيد وهيب

في ظل الصراع الغاز الشرس في شرق البحر المتوسط يحسب للادارة المصرية وهي تتحرك على تلك الرقعة المهمة جدا جيوسياسيا حسن اختيارها للشركات التي تقوم بأعمال الحفر والتنقيب والاستكشاف في كل منطقة وحسب متطلبات كل وقت، فاختيار شركة “إيني”الايطالية خلال تثبيت أركان نظام 30 يونيو كان اختيار مناسب، وكما أتت مصر بشركة “شيفرون” الأميركية (أحد الشركاء في حقل “تمار” الإسرائيلي) للتنقيب في اخر نقطة من حدود مصر الاقتصادية مع دولة الاحتلال، قبل ان تعلن شيفرون اكتشاف حقل “النرجس” باحتياطات تفوق 3 تريليونات قدم مكعب شمال العريش، كذلك توجد شركة “شيفرون” بسواحل مصر الغربية والبحر الأيوني هي خطوة عبقرية لتمزيق مخططات الاتراك في شرق المتوسط، بعد ان فتحت ابواب ليبيا برا وبحرا أمام الغازي العثماني منذ سنوات. وبالتأكيد في ظل حرب الغاز بين روسيا والغرب وجود شركة “شيفرون” الأميركية في السواحل المصرية الغنية بالغاز يمثل أهمية كبرى لواشنطن، لذلك لم نسمع أي ردة فعل غربية على قرار ترسيم مصر حدودها البحرية مع ليبيا من جانب أحادي، بل كان هناك دعم اميركي لمصر خلال لقاء الرئيس السيسي بوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن منتصف ديسمبر الماضي، عبر الموافقة على بيع أسلحة وقطع بحرية حديثة لمصر.
ولعل ذهاب مقاتلات سو35 الروسية التي كانت مقررة للقاهرة الى طهران يجعل واشنطن تندم على ضغطها الشديد على الادارة المصرية للتراجع عن إتمام تلك الصفقة. نعود الى ليبيا، بعد المصافحة بين السيسي وأردوغان خلال افتتاح مونديال قطر، وذهاب خيال الاتراك بعدها الى بعيد، وقع وزيرا دفاع مصر واليونان في القاهرة على اتفاقيات أشرنا اليها في رسالة موجهة لتركيا في المقام الاول، ثم استغلت مصر غثيان واشنطن من لاعب البهلوان التركي، كذلك غضب جو بايدن من الأمير محمد بن سلمان بعد ان مرغ السعودي أنفه في الوحل والنفط معا، واستلمت القاهرة قيادة طاقم عمليات القوات البحرية المشتركة (CMF) بالبحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب. فما كان أمام الجانب التركي المتحير في أمر التعامل مع مصر التي عقدت لقاءات مهمة بين رئيسي مجلس النواب والدولة بليبيا على أمل تحقيق أي تقدم ملموس في دولة مقسمة بين أجسام جميعها ميتة إكلينيكيا فارغة سياسيا، إلا ان تنتهج أقصى درجات العبث السياسي عبر اعلان إسطنبول تشكيل حكومة جديدة في ليبيا بقيادة الإرهابي علي الصلابي لإعادة تدوير الإخوان في ليبيا. أخيراً وليس آخراً ما تم تسليط الضوء عليه بتلك المقالة هي رقعة صغيرة “شرق المتوسط” في ذلك العالم الكبير الذي يستعد لتغيير ملامحه بالكامل، كما قال الرئيس المصري أثناء الاحتفال بعيد الميلاد المجيد.

محلل سياسي متخصص
في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

You might also like