كُنْ أَمينًا حوارات

0 120

د. خالد عايد الجنفاوي

يجدر بالإنسان العاقل، لا سيما من يريد الحصول على السعادة والطمأنينة، والشعور الدائم بالأمن النفسي والثقة بالنفس، والسير على طريق الاستقامة الاخلاقية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، والاعتماد على الذات.
ومن يرغب، قولاً وفعلاً، في عيش حياة راضية ومرضي عنها، وتحقيق النجاحات الحياتية المتواصلة، أن يسعى ويبذل الجهود المطلوبة لكي يصبح شخصًا أمينًا مع نفسه ومع الآخرين، في حياته الخاصة، وفي العالم الخارجي.
ومن دلائل أمانة الإنسان، وبعض قيمها ومبادئها وسلوكياتها الأساسية ما يلي:
– من دلائل أمانة الإنسان ان يحرص الإنسان على تحري الرزق الحلال، ويفعل ما يقول في كل وقت وظرف ومكان، ويشمئز من الكذب، والتحايل، والتزوير، والتملّق في أقواله وتصرفاته.
ويخلص في أداء مسؤولياته الأسرية، إذا كان أبًا أو أمًا، ويحرص دائمًا على أن يكون قدوة لنفسه في كل ما ينطق به لسانه أو تكتبه يده أو يؤديه من تصرفات.
وستلاحظه دائمًا راضيًا عن نفسه، ولا يسعى إلى طلب رضى الناس عنه لأنه يدرك أنه مستقيم أخلاقيًا، ومكتفٍ نفسيًا وفكريًا وروحيًا، وتجده كذلك أمينًا في صداقته وجيرته وقرابته، ويتمتّع بما يؤديه من عمل لصدقه التام فيه وبسبب حصوله على المكافأة الذاتية لصدقه ولأمانته، من دون احتياجه لإشادة الآخرين به، وستلاحظه قليل الكلام كتومًا لما يجب عليه عدم التصريح به عن نفسه للآخرين.
– مبادئ وسلوكيات الإنسان الأمين: إتباع الأمانة في القول والعمل في السر والعلن، والاخلاص لمجتمعه ولوطنه، ورفضه التام الانقياد وراء الأحقاد والكراهية والتفرقة بين الناس لإدراكه انهم إما أناس يتشابهون معه في آدميتهم واستحقاقهم للاحترام، أو يتشاركون معه في العرق الانساني الواحد.
وستلاحظ عليه كذلك مقته الاخلاقي للقبلية، والطائفية، والحزبية والفئوية لإدراكه التام بأنها آفات تدمّر الوجود الانساني وتشوه كينونة الكائن البشري.
ومن بعض المبادئ السلوكية للإنسان الأمين استشعاره لعواقب الكذب والخداع وانعدام الأمانة على حياته، ونأيه الفطري، أو المكتسب، عن كل قول أو سلوك مشين، وبميله بين الحين والآخر الى العزلة الايجابية عن الناس.

كاتب كويتي
@DrAljenfawi

You might also like