لأن أصحاب شركات أحزابنا تجار نجح حزب الله في تقزيمهم
إلياس بجاني
اليوم المعارك الإعلامية من تخوين وتهديدات على أشدها وحامية الوطيس بين شركة حزب السيد وليد جنبلاط، وشركة السيد سعد الحريري مباشرة ومواربة من خلال الشبيبة المقيمين في كل من بيت الوسط وكليمنصو المتخصصين بهذا الفن الردحي والزجلي.
على ماذا هم مختلفون؟
الجواب اللابط للأسف، يقول إنهم يتصارعون على حصص ومغانم، ولا علاقة لخلافهم بحزب الله، ولا بصفقة القرن، ولا بتحرير فلسطين، ولا بالنظام الأسدي، ولا بالصراع بين أميركا وإيران، ولا بأي شيء خلفيته وطنية ولبنانية.
أمس كانت الحرب نفسها، ولنفس الأسباب مشتعلة وهي لا تزال على حالها، وعلى الأكيد، الأكيد، لن تنتهي، وهي حرب “داحس والغبراء” المارونية، بين الشريك الأول لصاحب شركة حزب التيار، الصهر الغالي، وبين المالك الحصري والأوحد لشركة ما يسمى زوراً حزب القوات اللبنانية.
(تسمى زوراً بهذا الاسم لأن القوات اللبنانية التاريخية براء 100في المئة من كل ما تمثله هذه الشركة وصاحبها)
على ماذا هم مختلفون، وعلى ماذا يتساجلون، ولماذا يهددون ويتوعدون ويزايدون بصور الصلبان والقديسين؟
الجواب ببساطة: على جريمة تقاسم المسيحيين في وظائف الدولة حصصاً ومغانم.
أصحاب الشركتين هؤلاء كانت ورقة التفاهم بينهم دونت بحروف يوداصية مبدأ التقاسم “الفريسي” هذا، إلا أنهم وعلى خلفية الطمع الترابي وعشق الأبواب الواسعة اللامحدود نقضوا كل ما جاء في ورقتهم..
وحالهم الشارد هذا يجسده المثل الشعبي الذي يقول: “ما شافوهم وهني عم يسرقوا…….”.
وفي السياق نفسه، تندرج مماحكات أصحاب شركتي تيار المستقبل وتيار باسيل والتي فيها الكثير من “السسبنس الهوليودي” التشويقي حيث تشتعل فجأة وتهدأ أيضاً فجأة.
وفي الإطار نفسه بالإمكان وبراحة ضمير ودون أوهام وضع كل عنتريات ومزايدات وهوبرات ومعارك الشيخ سامي الدونكيشوتية وهو المبعد مع شركته عن المغانم والحصص والمواقع الوظيفية في الدولة.
فالشيخ وهو العارف بأن لا معارضة في ظل الاحتلال، بل مقاومة، هو مستمر ويفاخر بمعارضة هي حقيقة “عورضة” للصهر وللمعرابي لا أكثر ولا أقل.
وإن كان بوتيرة أخف وألطف كذلك هي حال الحروب الإعلامية الموسمية بين سليمان فرنجية والصهر.
وتطول، وتطول وتتنوع الحروب بين أصحاب شركات الأحزاب.
وكلها تشتعل وتهدأ على خلفية الأطماع السلطوية وعلى الجوع العتيق على أجبان وألبان وعسل السمسرات والحصص والمغانم.
أما أدوار الزلم والهوبرجية العكاظيين في جميع الحروب الإعلامية على صفحات وسائل التواصل الاجتماعية من “فايسبوك وتويتر ووتس اب” وغيرها، فهي نفسها 100في المئة عند كل أصحاب شركات الأحزاب ويمكن اختصارها.. بدور الطبول والصنوج والأبواق لا أكثر ولا أقل .. وكل الشبيبة تتأهب وتستنفر وتتعسكر وتُهيج بفرمان وبكبسة زر وتهدأ بفرمان وبكبسة زر أيضاً.. وطبي طبتك العافية.
من الرابح من كل هذه الحروب الإعلامية والزجلية والتعموية واللاوطنية، ولماذا يربح؟
الرابح بامتياز هو حزب الله الذي نجح نجاحاً عظيماً في تطبيق سياسة فرق تسد، فالحزب يلهي جميع أصحاب شركات الأحزاب “النرسيسيين” بصراعات جانبية تافهة على فتات الحصص والمغانم، فيما هو ممسك بكل ما هو ستراتجي ومواقع قرار، ويقضم البلد ومؤسساته ويدمر كل ما هو لبنان ولبناني بمنهجية ابليسية.
وهنا تكمن خطورة هذا الحزب الإيراني 100في المئة، وكذلك يكمن سبب نجاح مخططه الملالوي التدميري والإلغائي والاحتلالي، فهو تفوق في اختراق كل الشرائح اللبنانية عن طريق غالبية أصحاب ووكلاء أحزابها الشركات، وكذلك بواسطة السواد الأعظم من أطقمها السياسية التي لا تجيد غير التجارة، والتي لا ترى غير مصالحها الذاتية، والتي تقيس كل شيء بمسطرة الربح والخسارة الشخصية.
وهو، اي حزب الله، قد أقام بداخل كل شريحة مجموعة من السياسيين والإعلاميين والانتهازيين والطرواديين تعمل بغباء وعلى خلفية المفهوم السادي والطروادي، تعمل بجحود وعمى بصر وبصيرة في خدمة مشروعه الملالوي.
من هنا فإن الهدف الأوحد لكل الحروب الإعلامية بين أصحاب شركات الأحزاب وأطقم السياسيين هو التعمية على واقع سيطرة حزب الله على لبنان .. ونقطة على السطر.
ناشط لبناني اغترابي