لبنان: لقاء سعودي – فرنسي قد يؤسس لحلحلة ملف انتخاب الرئيس الراعي يدعو النواب المسيحيين إلى خلوة روحية وصلاة

0 65

بيروت ـ من عمر البردان:

فيما تترقب الأوساط اللبنانية عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى بيروت، لإطلاع المسؤولين على أبرز ما تمخض من نتائج لاجتماع المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، ومستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأوسط باتريك دوريل، بشأن الاستحقاق الرئاسي اللبناني والذي يأتي في توقيت لافت، بعد توقيع الاتفاق السعودي- الإيراني. وإذ كانت المعلومات شحيحة بخصوص الاجتماع، إلا أنه يمكن وصفه بأنه استكمال للمشاورات الفرنسية السعودية الرامية لإيجاد حل للمأزق الرئاسي، حيث شهد استعرض ما تحقق في الاجتماع الخماسي الذي عقد قبل فترة، وما يمكن القيام به من خطوات على صعيد مساعدة اللبنانيين لتقصير أمد الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
واستناداً إلى ما توافر من معلومات، فإن وجهتي النظر الفرنسية والسعودية من الملف الرئاسي اللبناني، مازالتا متباينتين، ما يعني بوضوح أن باريس ليست على نفس الموجة مع الرياض، وتحديداً ما يتصل بخيار رئيس تيار المردة سليمان فرنجية المدعوم من “الثنائي الشيعي الذي مازال يواجه معارضة سعودية، إذ إن الجانب الفرنسي لا يمانع في انتخاب فرنجية، شريطة أن يحظى بغطاء عربي، وتحديداً سعودي خليجي، باعتبار أن باريس لن تغامر بدعم أي مرشح، سواء كان رئيس “المردة” أو سواه، ما لم يكن مرضياً عنه سعودياً، إدراكاً من المسؤولين الفرنسيين، أن أي رئيس لبناني لا يكون على وفاق تام مع المملكة والدول الخليجية، لن يكون قادراً على إنقاذ لبنان من الصعوبات التي يواجهها. وتشير المعلومات إلى أن الجانب الفرنسي لم ينجح في إقناع السعوديين بخيار فرنجية، بحكم أن الرياض لن تقبل بأي تغطية لمرشح “حزب الله”، بالرغم من اتفاقها مع إيران .
في هذه الأثناء اعتبر النائب التغييري مارك ضو، أن الاتفاق السعودي الإيراني لن يكون لصالح فرنجية بتاتا، موضحا أن مواصفات فرنجية لا تنطبق على ما تريده الرياض، كاشفا عن جلسات حوار بين قوى المعارضة للاتيان باسم جديد للرئاسة.
ومن جهته، علّق رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على الاتفاق الايراني- السعودي، مشيرا إلى أن الواضح من الاتفاق، وليس ما يحاك حوله، ان عنوانه العريض اعادة العلاقات الى سابق عهدها مع كل ما تحمل من فرص جديدة للمنطقة، استنادا الى مبدأين اساسيين، وهما احترام سيادة الدول وسلامة الجوار، والعمل بالاعراف الدولية والقانون الدولي. لافتا إلى ان الترجمة الفعلية الاولى تجلّت في اليمن من خلال وقف الامدادات الايرانية الى الحوثيين.
أما النائب السابق فارس سعيد، فأشار إلى أن تداعيات الاتفاق السعودي الإيراني، قد تحتاج الى أشهر للوصول الى لبنان، معتبراً أن الاتفاق نقل ملف الرئاسة اللبنانية من محلية سياسية، ووضعه على مستوى الانقسام الاقليمي الكبير الذي تشهده المنطقة.
في غضون ذلك دعا البطريرك بشارة الراعي، النواب المسيحيين إلى يوم خلوة روحيّة وصلاة في الخامس من أبريل المقبل في حريصا، وعلمت “السياسة” من مصادر كنسية أن ملف الانتخابات الرئاسية، سيكون حاضراً في هذه الخلوة، لناحية حرص بكركي على دعوة النواب للاسراع في انتخاب الرئيس العتيد، وإخراج البلد من هذه الأزمة التي تهدد بإغراق الكيان برمته.
على صعيد آخر، وفي وقت يسود الترقب لما ستسفر عنه نتائج التحقيق الأوروبي مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، على وقع الارتفاع الصاروخي لدولار السوق السوداء الذي تجاوز المائة وعشرة آلاف ليرة لبنانية، رأى “المرصد الأوروبي للنزاهة في لبنان”، أن حرفية ودقة عمل الوفد القضائي الأوروبي وتحديدا الفرنسي كانت واضحة، والجدية في تعاطي الاوروبيين مع ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة هي التي دفعته الى حضور جلسات الاستجواب في قصر عدل بيروت رغم محاولته التهرب عبر تقديم مذكرة إلى قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا حول تعارض حضوره أمام قضاة أجانب مع معاهدة الأمم المتحدة لمكافحة الفساد وخرق سيادة القضاء اللبناني”.

You might also like