لبنان… وطن تمرير المراحل طريقي

0 108

عدنان قاقون

قدر لبنان ان يبقى في دائرة المراوحة الاقليمية، وقدر اللبنانيين ان يستمروا خلف قضبان هذا الكيان الطائفي الهجين.
اكثر من ثلاثة اشهر ولبنان يمضي من دون رئيس للجمهورية بسبب حالة اللاتوافق الداخلي على مرشح وايضا حالة اللامبالاة الاقليمية والدولية بهذا البلد طالما ان الاصلاح في واد واجندات المنظومة السياسية الحاكمة في واد فيما اللبنانيون يتسمرون امام منصات القوة لقيمة الدولار امام السقوط المريع للعملة المحلية.
يستحق الاشادة ذاك الموقف الذي اتخذه من اطلق عليهم النواب التغيريون بالاعتصام داخل البرلمان لحين انتخاب رئيس للبلاد، الا ان هؤلاء عاجلا ام آجلا سيعودون الى أسرّة منازلهم، ثمة انهيار لمنظومة القيم السياسية في لبنان وهو ما شكل عازلا تصدى لكل رياح التغيير.
وهنا،لابد من الاشارة الى اهمية الحراك الذي يقوم به رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط لفتح هوة في جدار الانغلاق السياسية والفكري بين القوى السياسية. لبنان لم يكن يوما وطنا مستقرا في ظل صيغة الحكم القائمة،وسيبقى في هذا الدرب الوعر سياسيا واقتصاديا لتمرير مرحلة تلو الاخرى،نعم هو وطن تمرير المراحل عل وعسى يطل الفرج من نافذة التفاهمات الاقليمية.
من هنا فان الحراك السياسي للبحث عن ارضية مشتركة لتفاهم تمرير المرحلة ليس نموذجيا لاصحاب النظريات الافلاطونية ولكن الافضل لهذا الكيان الطائفي الهجين.
الطروحات الاخيرة حول تقسيم لبنان بشكل او باخر، تاتي ضمن سياق المثل اللبناني بتمنيات “بق البحصة” لدى البعض،لكن ذلك صعب بل مستحيل. فبعض دول الغرب واسرائيل التي كان لديها مصلحة في هذا التفتيت الجغرافي لم تعد تبالي بخلق كيانات مجاورة وهي التي اتخذت خطوة بل خطوات متقدمة نحو العالم العربي والخليج تحديدا،وطرح مثل هذه الافكار،في تقديري،يخدم فقط سياسة شد العصب الطائفي.
لبنان، بحاجة الى عقد اجتماعي جديد،يوحد مفهوم المواطنة بين ابنائه ولكن هل القوى السياسية الحالية قادرة على الذهاب نحو مؤتمر تاسيسي ؟بالتاكيد لا،اضافة الى ان الخروج من “وطن تمرير المراحل” نحو الوطن الجامع سيكون على حساب القوى السياسية التي ارست مقومات البقاء على حقائق وواقع الوطن الهجين. الرهان كان على التغيير في صندوق الانتخاب وهذا ما لم يحصل لاسباب عدة لعل ابرزها عدم تفاهم قوى التغيير على اجندة واحدة،بحسن نية او سوئها،فكان تشتت الاصوات وانحسار التغيير بمجموعة لم تدرك حتى الان ان الشعارات التي تطلق في واد ومخارج حلول الازمات في وطن تمرير المراحل في واد اخر.

محلل سياسي
Akakoun@hotmail.com

You might also like