لتتكئ فيروز على أعمدة بعلبك وتصدح للتغيير طريقي
عدنان قاقون
الكتابة عن الشأن اللبناني اصبحت مثيرة للالم والغثيان في آن،لا اعرف كيف يمكن لشعب ان يقف ساعات في طوابير انتظار ربطة الخبز، ثم يعود منهكا ذليلا الى موقعه المدافع بشراسة عن “الزعيم”؟
هل هو مرض اجتماعي اجتاح اللبنانيين، هل هي قدرة خارقة لاركان منظومة الفساد وقد تغلغلت لتستقر في باطن توجيه تفكير المواطن؟
من الروايات المؤلمة ان شبانا تعاركوا امام مقر الامن العام اللبناني في بيروت، وكل تخندق في زاوية الدفاع عن “الزعيم” بينما كلا الطرفين ينتظر جواز الرحيل الى المجهول!
اهذا هو لبنان الذي تغنى به جبران خليل جبران، وقال فيه:” لو لم يكن لبنان وطني لاخترته وطنا لي”؟
من المواقف التي شغلت الشارع اللبناني موقف للفنان راغب علامة الذي تنصل فيه من مظلة منظومة الحكم في وطن الارز.
في المبدأ لم يخطئ الـ”سوبر ستار” اللبناني، فان ايا من زمرة الحكم والقوى السياسية لم تعد تمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين، وان كان اخطأ في “الاستسلام”لقوى الشر المعروفة باسم الاحزاب اللبنانية، مهما تلونت شعاراتها، وتنمق حديث ممثليها في وسائل الاعلام.
في ظني كان اجدر بالفنان علامة لما له من تأثير بالغ في الرأي ان يستغل نفوذه، وفنه في مواجهة قوى الشر هذه، فكم نحن بحاجة الى مرسيل خليفة جديد يدعم شباب التغيير في كل الاراضي اللبنانية.
كان الاجدر بك ايها الفنان المبدع ان تحتل مع زملائك مسارح بيروت، وقلعة بعلبك وطرابلس وبيت الدين وجبيل وصور، لتكون سيمفونية واحدة هي لبنان لنا، لا ان ينسحب الفنانون الواحد تلو الآخر نحو مسارح الشهرة والمال.
كم هو بحاجة لبنان الى فيروز لتنهض من تحت كهولة السنين… تتكئ على اعمدة بعلبك وتصدح للتغيير، ولا بأس ان التف حولها كل فناني لبنان مرددين “بحبك يا لبنان يا وطني بحبك”.
كم هو بحاجة لبنان الى شعرائه لينظموا ملاحم وطنية، وهل هناك ابلغ من صورة كهل يبكي امام الفرن للظفر بربطة خبز كي ينظم الشعراء ملحمة ثورية، اين طليع حمدان وموسى زغيب وشوقي شعبان وحبيب ابو انطون، لا ينصبون خيام الشعر في كل واد من لبنان ويتغنوا في حرية لبنان وحقوق الشعب اللبناني؟
مجددا لقد اصاب الفنان راغب علامة في المضمون في رفضه منظومة حكم القمعيين، ولكنه اخطأ في شكل وآلية المواجهة.
اثبتت الاحداث والتحولات، الاقليمية والدولية، ان الرهان على الخارج لاحداث تغيير في لبنان مجرد وهم، تستغله قوى الشر السياسية للوصول الى بيئة اذلال يتعايش معها الشعب.
فهل نتركهم؟
محلل سياسي
@adnankakoun
Akakoun@hotmail.com