لعبة شد حبل الديمقراطية… انتهت اتجاه الصميم
نافع حوري الظفيري
نتساءل: هل أصبحت الديمقراطية التي نفتخر بها أحد أسباب تعطل التنمية وتقدم وطننا، وهل أصبحت معول هدم لكل شيء صنعته الأجيال السابقة من قواعد دستورية لكي تكون مسار بناء وتقدم لهذا الوطن الغالي؟
هل نكتفي بما يصفه لنا الآخرون من أن ديمقراطتنا قد تكون الوحيدة الفعالة بالوطن العربي الكبير، حتى وان كان ذلك على حساب تقدمنا عن ركب باقي الدول، بعدما تخطتنا بمراحل وسنوات من الرقي والازدهار؟
الكويت اليوم تدفع ثمنا غاليا لأسباب يعلم الكل انها نتيجة كثرة مشكلاتها لأسباب مختلفة، وتحتاج إلى سنوات لحلها، والى العمل الجبار كي تكون الكويت أجمل من غيرها من الدول.
لكن أصبح أبناؤها حجر عثرة لكل ما نأمل و تأمل الأجيال القادمة من تحقيقه، فالحلول قليلة، والطلبات كثيرة، والوضع الصحي والتعليمي والبنية التحتية من سيئ الى اسوأ، وما يزيدها تدميرا تلك الخلافات غير العقلانية من الجميع، فهل اختفت روح العلاقة الصادقة التي يجب أن تكون احد أسباب ازدهار بلدنا الغالي؟
نضيف: هل أصبح خلق المشكلات الثانوية التي سرعان ما تتحول مشكلات كبرى السمة الواضحة والطاغية لهذه الديمقراطية المريضة، ولم يعد هناك مكان للحلول الوسط التي تقرب وجهات النظر بين الافرقاء في الوسط السياسي لهذا البلد الذي يتسم بانه أقدم ديمقراطية في المنطقة؟
المؤسف عدم وجود أداة إطفاء تخمد كرات اللهب التي سرعان ما تتدحرج عند اي مشكلة، وتكاد تلتهم كل شيء أمامها، ففعلا تعبنا من هذا التناحر اللاديمقراطي، وباتت كل امنياتنا هي السعي الى بناء الوطن من جديد وتقدمه وازدهاره.
المؤسف ان الجميع متمسك برأيه، وكل يشد الحبل الى جهته، وكل هذا يؤدي الى تعطل تنمية الكويت الغالية.
في كل هذه المعمعة لم نسمع من العقلاء اي صوت، وكأنهم اختفوا من الساحة، وغابت الكلمـة السـواء لوضـع حلـول وسطيـة تـرضي كل الأطراف، والعمل على تفسير القوانين المختلف عليها بالطريقة الصحيحة بما يخدم مصالح الجميع، لكي نخرج بنتيجة شعارها “الكل رابح رابح، اما إذا استمررنا على هذه الحال، فتأكدوا أن الكل “خاسر خاسر”، وحتى ذلك الحبل يسعى كل طرف الى شده نحوه سينقطع لا محالة، وبالتالي سنظل ندور في الدوامة نفسها التي ستهدم كل شيء جميل في هذا الوطن.
إلى متى سنستمر بهذا الإخفاق المزعج، ومتى تكون لدينا نفوس صادقة مع الله، ومع وطنها وأميرها، وشعبها.
كفى البلد تلك الاختلافات الهدامة التي لا تحل مشكلة، ولا تساعد على التطلع الى المستقبل الذي بتنا في ظل الوضع الحالي نخاف على أجيالنا القادمة، لذا يجب أن يكون لدينا جميعا قدر من المسؤولية والأمانة، فّإذا فات الفوت لاينفع الصوت، وعندها تأكدوا أن الخاسر الكبير هو الوطن وشعبه وثراه الغالي، لذا نبتهل الى الله عز وجل ان يهدي النفوس إلى ما هو صالح للكويت وأهلها الطيبين.
“اللهم احفظ الكويت”
محام وكاتب كويتي
Nafelawyer22@gmail.com