للكويت دائماً حكمتها

0 341

د. سامي عبدالعزيز

الدول لا تقاس بمساحتها، أو عدد سكانها، إنما برؤيتها وحكمة قيادتها،بل أزيد أن هناك دولاً قلت لبعض المسؤولين والاعلاميين فيها إن مساحة الديمقراطية والحرية السياسية أكبر من مساحة الدولة، بدليل كم مجلس أمة تم حله في فترات متقاربة. عن الكويت أتحدث وشهادتي فيها مجروحة، بحكم أنني تشرفت بالعمل الاستشاري فيها عبر فترات زمنية مختلفة، منذ تحريرها من أكبر عدوان آثم على بلد عربي مسالم.
عبر هذه المواقف والفترات تجد أن لهذا البلد أفكاره… رؤيته … خطواته… حساباته… بقدر قيمة القامات والهامات التي تحكم وتدير هذا البلد الذكي، من هنا لم ولن استغرب من تلك الخطوة، وكم هي خطوة كبيرة بحق، ستكشف عنها الايام، حينما أعلنت عن ضبط أعضاء خلية إرهابية تضم ثماني شخصيات ينتمون لجماعة “الاخوان” وتكملها بكل العلانية والشفافية، بتسليمهم لمصر، وآه لو تعرفون القضاء في الكويت واساطينه وقوته، آه لو تعلمون كم حاولت الجماعات المتطرفة” مذهبيا” أن توقع الكويت في هذا الفخ، ولم تفلح ولن تفلح، فالرصيد الثقافي للكويت أقوى وأعرق من أن يخترق، يا سادة أول مسرح عربي في الكويت، اول تلفزيون عربي في الكويت، أكبر وأهم مجلات ثقافية عربية وعالمية في الكويت، ترتيبا على كل ذلك تأتي الخطوة الكبيرة والاخيرة بدلالات كبيرة، وهي وضوح السياسة الكويتية واستقامتها وصدق وعروبة قيادتها ووعي وفهم شعبها.
الكويت بلد لا تعرف ان تمسك العصا من النصف، إما ترقص بها فرحاً، أو تضرب بها جرحاً ، الكويت شعب وفي، واذا أحب ،أحب بلا حدود، شعب الكويت يذكر دائما الفضل لأصحاب الفضل، الكويت، وهذا موقف مستحيل أن أنكره على وزير الاعلام السابق الفاضل الشيخ سلمان حمود الصباح الذي اطلق حمله “مصر قريبة” للترويج السياحي في وسائل الاعلام الكويتية كافة والمحلية والفضائية ونسق مع هيئة الطيران المدني آنذاك ليزيد من رحلات الشارتر مع مصر في الاجازات القصيرة والطويلة دعما للسياحة المصرية، هذه هي الكويت … البيت العربي الأصيل.

كاتب مصري
أستاذ الإعلام والعلاقات الدولية

You might also like