لماذا لا يطالب المسلمون بمقعد دائم في مجلس الأمن؟
د. عبدالله راشد السنيدي
هيئة الأمم المتحدة هي المنظمة الدولية الأولى في العالم، وقد أنشئت سنة 1945م لحفظ السلم والأمن الدوليين، وتنمية العلاقات الودية بين الدول في ضوء مبدأ المساواة بين الشعوب، وتحقيق التعاون الدولي، ويأتي مجلس الأمن الدولي في مقدمة المؤسسات التي تتبع الهيئة من حيث أهمية الأعمال والمسؤوليات المنوطة به، فهذا المجلس مسؤول عن حفظ السلم والأمن الدوليين، ومن حقه اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق هذا الهدف، بما في ذلك فرض العقوبات التي قد يكون من بينها الحرب، كما حصل بالنسبة للعراق عندما قام بغزو دولة الكويت، حيث لم تنسحب القوات العراقية الغازية من الكويت إلا عندما تم استعمال القوة المسلحة ضدها، وفقاً لما ورد بالمادة 42 من ميثاق هيئة الأمم المتحدة التي خولت مجلس الأمن الدولي الأمر باستخدام القوة المسلحة، وقد سبق لألمانيا واليابان أن طلبا الالتحاق بالعضوية الدائمة لمجلس الأمن ولم يبت في طلبهما بعد.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هل تطلب إحدى الدول الإسلامية الفاعلة أو تتفق الدول الإسلامية في إحدى القمم الإسلامية على ترشيح إحدى الدول الإسلامية لتكون عضواً دائماً في مجلس الأمن، وبالتالي تكون ممثلاً للمسلمين في هذا المجلس المهم ؟ فهناك الكثير من الدول الإسلامية الفاعلة والمؤهلة لتمثيل المسلمين في هذا المجلس، مثلاً: المملكة العربية السعودية: باعتبارها قبلة المسلمين إضافة إلى كونها من الدول الأولى التي وقعت على ميثاق هيئة الأمم المتحدة سنة 1945م، ومن أهم الدول المنتجة للطاقة، ذات مساحة كبيرة ومن دول العشرين الأكبر في العالم اقتصادياً، والثانية باكستان: لكونها دولة نووية، ومصر مهد الحضارات ومقر الجامعة العربية وأندونسيا بلد 270 مليون مسلم و3 آلاف جزيرة.
وهناك ميزة مشتركة بين هذه الدول الأربع وهي أنها صاحبة سياسة متعقلة ومعتدلة، فالأمة الإسلامية تستحق المقعد الدائم في مجلس الأمن الدولي للأسباب التالية: كونها أمة فاعلة، ويمثل تعدادها نسبة كبيرة من سكان العالم 1500 مليون مسلم، وصاحبة إحدى الديانات الثلاث الرئيسية في العالم وهي الإسلام الحنيف، وصاحبة حضارة عريقة ساهمت في الوصول للحضارة المعاصرة، وكون هيئة الأمم المتحدة قامت على أساس اتحاد الأمم والأمة الإسلامية هي إحدى هذه الأمم، فإن أعضاء مجلس الأمن الدولي الحاليين يمثلون الأمم المشهورة كالروس والصينيين والدول اللاتينية، ويمثلها فرنسا والدول الأنجلو سكسونية ويمثلها الولايات المتحدة وبريطانيا، وكون اللغة العربية هي إحدى اللغات الست المعتمدة في هيئة الأمم المتحدة فالمفترض وجود عضو من بين الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الدولي، ممن يتحدثون بهذه اللغة وهم العرب وكثير من المسلمين، ولأن من شأن وجود عضو دائم في مجلس الأمن من الدول العربية أو الإسلامية المساهمة في حل المشاكل التي تهم العرب والمسلمين، فهل يتحقق هذا الأمر؟ نأمل ذلك.
كاتب سعودي