لن يفلت النظام الإيراني من فخ الانتفاضات

0 147

موسى أفشار

من الصعب على قادة النظام الايراني التمكن من إقناع العالم بأنهم قد تمكنوا من إخماد الانتفاضة، وصار النظام بأمان، ذلك إن تصريحاتهم المتضاربة والتي يظهر التناقض فيها واضحة جدا.
ففي الوقت الذي نجد فيه تصريحات تؤكد أن النظام قد حسم الامر، ويمسك بزمام الامور، فإن أخرى متزامنة معها تؤكد العكس، اذ تتحدث عن مؤامرة مستمرة، وتدعو أبناء الشعب الايراني الى الابتعاد عن هذه الاحتجاجات لأنها مؤامرة دولية ضد النظام!
القسوة المفرطة التي مارستها الاجهزة الامنية القمعية من أجل وضع حد للإنتفاضة الشعبية المندلعة منذ 16 أكتوبرالماضي، يمكن القول أنها أهم وأمضى وسيلة بيدهم في هكذا حالات، ولا يبدو أن ما نفع في الانتفاضات السابقة يجدي نفعا مع هذه الانتفاضة، خصوصا أن النظام يعلم أنها انتفاضة منظمة، وتسعى الى هدف واضح ومحدد وهو إسقاطه.
إذا أردنا وصفا دقيقا لما يجري حاليا في إيران،نستطيع القول وبثقة إن هناك صراعا بين جبهتين، أحدهما النظام وأجهزته القمعية، والثانية الشعب بمختلف شرائحه ومكوناته، الى جانب وحدات المقاومة لمنظمة “مجاهدي خلق”، ولا ريب إن النظام، وعلى مر أكثر من شهرين قد إستخدم كل مافي جعبته ضد الانتفاضة، لكنها لم تخمد، بل حتى إزدادت قوة، وفي هكذا حالات ووفق ما هو معروف من معظم التجارب في التأريخ، وخصوصا المعاصر منه، فإن النتيجة ستكون لصالح الشعب.
أوضاع النظام الايراني بموجب معظم المؤشرات هي ‌أسوأ ما تكون سواء على الصعيد الداخلي أم الخارجي، ومنذ 43 عاما من تأسيسه لم يواجه فترة صعبة وعصيبة بهذا الشكل، كما إنه لم يواجه رفضا دوليا بهذه القوة، لكنه وجريا على عادته، وما هو معروف عنه يصر على عدم الاذعان للأمر الواقع، ويسعى بكل الطرق والاساليب من أجل أن يغير المعادلة لصالحة، وهو ما يمكن اعتباره من المستحيل، ذلك إن الامر قد خرج عن السيطرة، وبات في حكم السنن التاريخية التي لا ترحم أبدا عندما تحل الساعة.
انتظار النظام الايراني الذي لا يمكن أبدا أن يأتي بالنتيجة التي يرجوها، هو إنتظار عقيم، لان معظم الموازين قد تغيرت، ولم تعد بالشكل التي كانت عليه في الحالات السابقة، حيث إن الارضية والاجواء في إيران باتت كلها مهيأة على أفضل ما يكون من أجل التغيير، حتى إن العالم كله لم يعد يثق بإمكانية هذا النظام على حسم الامور لصالحه، ولذلك فإن المواقف الدولية المتشددة منه تزداد أكثر من أي وقت آخر.
كما يؤكد القرار الصادر من مجلس حقوق الإنسان على إدانة القمع الوحشي الذي يمارسه النظام الإيراني ضد أبناء شعبه، وتشكيل لجنة تقصي حقائق حول القمع الوحشي للاحتجاجات، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وفرض العزلة الدولية على النظام كتعبير عن مدى الاستياء الدولي منه.
لذا مجمل القول إن النظام أشبه بمن أصابه مرض قاتل، ويواجه اللحظات الاخيرة المتبقية من حياته!

عضو لجنة الشؤون الخارجية
في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

You might also like