ليلة “إخوانية” في سفارة مصرية علشانك يامصر

0 83

فوزي عويس

في العام 2012 حين كان “المجلس العسكري” يتولى مقاليد الحكم في مصر كانت الجماعة الإرهابية قد أحكمت قبضتها على مجلس الشعب، وفي مارس من ذاك العام زار وفد برلماني كبير دولة الكويت برئاسة رئيس المجلس الدكتور سعد الكتاتني، وكان من بين برنامج الوفد في ثاني أيام زيارته لقاء “الكتاتني” كوكبة تمثل المصريين العاملين في الكويت، وذلك في مقر السفارة المصرية.
في الموعد المحدد فوجئنا بعدم حضور”الكتاتني الذي أناب عنه العريان وإدريس فجلسا على المنصة ومعهما السفير عبد الكريم سليمان وأمين عام مجلس الجالية الراحل الدكتور عزمي عبد الفتاح، وتحدث العريان في البداية قليلا، وحاول طمأنة دول الخليج الى عدم صحة ما يتردد بشأن تصدير الثورة.
ولم يقدم للحضور اعتذارا عن غياب الكتاتني، ثم دار حوار بينه وبين الحضور استمر ساعتين، وكان واضحا كل الوضوح أن تنسيقا تم بينه وبين مجموعة من الحضور قبيل اللقاء، ويبدو أنهم نصحوه بعدم اتاحة الفرصة للصحافيين الموجودين وكلهم مصريون للمشاركة في الحوار لأنهم كانوا يعرفون توجهاتنا جيدا. فقال العريان: ليتحدث أبناء الجالية أولا ونؤجل أسئلة الصحافيين للقاء آخر! فما كان مني الا أن اعترضت وقلت له: مادام الصحافيون الموجودون يتمتعون بالجنسية المصرية فهم من أبناء الجالية، ولهم الحق في أن يسألوا وسيسألون.
انا وزملائي استطعنا أن نطرح تساؤلاتنا، ما دعا العريان أن يطلب أن تكون الأسئلة مكتوبة، وتقدم للسفير يطرحها بدوره بعد موافقته عليها. وقد كان لي شخصيا تساؤلات لم يجب عنها العريان رغم ارسالي للسؤال ثلاث مرات من بينها “لماذا اجتمع خيرت الشاطر مع السيناتور الأميركي جورج ماكين في مكتبه الخاص بمدينة نصر رغم أنه لا يتبوأ منصبا رسميا في الدولة، وما الذي دار في الاجتماع، وهل يعني هذا أن الشاطر هو رئيس الحكومة المنتظر؟
لاحظت أن السفير عبد الكريم سليمان بدا محرجا لأنني رأيته يطلعه على السؤال فيأخذ الورقة ولا يجيب، عندها طرحت على الملأ سؤالا آخر: كيف تأتون ومعكم في الوفد من هو ممنوع من السفر بحكم نهائي، أهكذا تبدأون؟ وعندها أشار لي السفير الذي لا يزال حيا يرزق بالذهاب الى المنصة وعندما ذهبت تحدث العريان بصوت خفيض في أذني يبرر مجيء هذا الشخص معهم بتبريرات واهية تفتقد تماما الى أي منطق.
المهم بعد انتهاء الحوار وخلال عودتي لمقر الجريدة لكي أكتب تغطية الندوة هاتفني السفير سليمان ليوجه لي دعوة على العشاء في بيته في اليوم التالي على شرف الوفد، وخلال المكالمة سألني: هل لاحظت شيئا خلال الحوار؟ فقلت له: نعم لاحظت محاولة البعض تجيير الحديث نحو “أخونة” مجالس الجاليات المصرية في الخارج بدءا من الكويت، فأقر بتلك الرؤية. هؤلاء هم “الإخوان” الذين أرادوا السيطرة على كل شيء بأقصى سرعة فخسروا كل شيء، واعتقدوا أنهم كما قال مرشدهم سيحكمون مصر 500 سنة، ولكن الله تعالى لطف بمصرنا الغالية وقيد لها رجالا صدقوا ماعاهدوا الله عليه، فتصدوا بمشاعر وطنية نقية لمحاولات التفريط في الوطن، أرضا وشعبا، والحفاظ على أمنه وضمان استقراراه، فالحمد لله تعالى أن حفظ مصر من حرب أهلية لو وقعت فما كان لها أن تبقي أو تذر.

كاتب مصري

You might also like