مؤشرات الفجر الإيراني الجديد
موسى أفشار*
بعد أن باتت الانتفاضة الغاضبة للشعب الايراني تقترب من دخولها الشهر الثالث وتتحدى بكل قوة وصلابة وإباء تهديد ووعيد قادة النظام الايراني ويصر الشعب الايراني إصرارا غير عادي على مواصلة الانتفاضة.
هذا الاصرار صار مصدر خوف ورعب لجهاز الحرس الثوري الذي هو الخط الدفاعي الاساسي للدفاع عن النظام، فإن هذه الانتفاضة تثبت بأنها تلك الانتفاضة التي طالما كان النظام يتخوف من إندلاعها ويحذر منها.
حالة الذعر وليس الخوف التي باتت تطغي على قادة ومسؤولي النظام جراء استمرار هذه الانتفاضة وإتساع قاعدتها الشعبية، يمكن لمسها من خلال تزايد تصريحاتهم ومواقفهم المختلفة بشأنها إذ إن هذه التصريحات الى جانب المقدار الكبير من التهديد والوعيد التي تتضمنها، فإنها مازالت تصر على تخوينها وإتهامها بشتى الاتهامات الباطلة، ذلك إنه وبعد أن قامت وزارة الأمن ومخابرات الحرس الثوري بإتهام الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل بالتدخل في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد والتخطيط لإثارتها، فإن خامنئي بادر مجددا أيضا بإتهام الولايات المتحدة بدعم الانتفاضة. والطريف في الأمر هو تزامن التهم المعلنة من قبل خامنئي مع الهتافات المدوية للمنتفضين الإيرانيين، مؤكدين “عدونا حاضر هنا، يكذبون علينا بان العدو هو أميركا” ويسعى قادة النظام ومن ضمنهم خامنئي إلى إظهار أنفسهم والنظام بحالة من الثبات والتماسك غير إن الاحداث والتطورات الجارية لاتدل على ذلك البتة خصوصا وإنه ليس هناك في الافق أي بوادر في عودة الاوضاع الى ماقبل 16 أكتوبر 2022، يوم اندلاع الانتفاضة بل إن هذا التأريخ يمكن وصفه بالحد الفاصل بين مرحلتين مختلفتين تماما.
عجز وضعف النظام في السيطرة على هذه الانتفاضة وحالة التضارب والتناقض والتخبط التي تطغى على التصريحات والمواقف الصادرة من جانب قادة ومسؤولي النظام وتمكن المقاومة الايرانية من الكشف عن وثائق سرية للحرس الثوري تبين حالة الخوف والذعر من الانتفاضة والتعليمات المتشددة بشأن كيفية مواجهتها والعمل على السعي للحيلولة دون انهيار معنويات أفراد ومراتب الحرس وإلقائهم لأسلحتهم وعدم مواجهة المنتفضين الى جانب ماقد جاء في هذه الكتب السرية من معلومات أخرى بخصوص الهجمات التي يشنها المنتفضون على مقرات الحرس و”الباسيج” وسيطرتهم على الاسلحة، كل ذلك يؤكد بأن الاوضاع تسير بصورة تؤكد أن إيران في طريقها الى مرحلة تأريخية جديدة وأن الفجر الايراني الجديد قد بات وشيكا. إصرار الشعب الايراني على المضي قدما بالانتفاضة حتى إسقاط النظام، مع استمرار الانتفاضة تتسم بالهيكلية والتنظيم والدور الحساس والحيوي لوحدات المقاومة لمنظمة مجاهدي خلق في هذه الانتفاضة من الكثير من النواحي واعتراف النظام بذلك علنا الى جانب ضعف النظام وعجزه عن قمعها، وإخمادها وازدياد الدعم والتأييد الدولي لها، كل هذا بمثابة مؤشرات على قرب بزوغ الفجر الايراني الجديد.
عضو لجنة الشؤون الخارجية
في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية