ماذا بعد قتل قاسم سليماني؟
الدكتور بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود
اخيرا قتل الرجل الثاني في نظام الملالي الذي شارك في جرائم قتل الابرياء في العالم العربي، وفي ايران، وقتل احرار العرب الذين وقفوا ضد ايران وميليشياتها ودفعوا حياتهم ثمنا للدفاع عن ارضهم من احتلال نظام الملالي وميليشياته، لكن بعد قتل الولايات المتحدة قاسم سليماني بغارة جوية في العراق يتساءل الكثيرون: ماذا بعد؟
من وجهة نظري ان الاجابة عن هذا السؤال ليست سهلة وليست معقدة، وان القادم سوف يكون اسوأ على نظام الملالي، وسوف يدفع ثمن اخطائه الفادحة في دول المنطقة، وهو اجبن من ان يرد بشكل متهور على قتل سليماني لانه يعرف ان الولايات المتحدة انتقلت من مرحلة المهادنة الى الحساب والعقاب، واي رد بشكل متهور سوف يكون ثمنه نهاية النظام، ولن يتراجع ترامب قيد انملة اذا اراد نظام الملالي المواجهة العسكرية، لكن المواجهة مقبلة، واميركا لا تخشاها، فترامب جاهز لها، ويريد تصحيح اخطاء الماضي بعد ان سمح اوباما لايران بالتمدد في دول المنطقة، فيما هي اليوم تستهدف الولايات المتحدة بكل فجاجة، وكل التصريحات الاميركية تتحدث على ان الهدف من قتل سليماني لانه كان يخطط لجرائم جديدة، واستهداف الاميركيين في العراق، بالاضافة الى ان البنتاغون اكدت ان الرئيس دونالد ترامب صادق على القرار بعد الهجوم على السفارة الاميركية في بغداد وان سليماني كان يقف خلفه.
قتل سليماني كان خبرا سعيدا لكل احرار العراق ولبنان وسورية و اليمن، الذين رقصوا فرحا بقتل من كان السبب في تدهور الحال في بلادهم، لكن بلا شك ان هذا زلزال كبير على نظام الملالي، واصاب المسؤولين في ايران بالصدمة الشديدة، لدرجة ان التصريحات كانت متخبطة وفوضوية اكثر منها عقلانية خصوصا من القضاء الايراني الذي قال انه سيقاضي الولايات المتحدة، لكنه يصمت على جرائم النظام ضد الشعب، ويصدر الاحكام الظالمة على الشعب الايراني الذي يريد الحرية والكرامة ويريد امواله التي نهبها النظام.
الدول الاوروبية لم تتوقع هذه الخطوة الاميركية، ومازالت اوروبا متخبطة، لكن وزير الخارجية الاميركي وجه لها رسالة هي ان قتل قاسم سليماني انقذ ارواحا في اوروبا، وان قرار الولايات المتحدة الهدف منه دفع ايران تغيير سلوكها، وان يصبح طبيعيا، لكن اوروبا قلقة من احتمال المواجهة العسكرية بين واشنطن وطهران، والتي قد تشتعل في اي وقت، لكن ترامب اكد ان قتل سليماني كان لوقف طبول الحرب وليس لقرعها، او بدايتها، وسوف يظل السؤال: ماذا بعد قتل قاسم سليماني؟
هذا ما سوف تكشف عنه الايام المقبلة.
لواء ركن، كاتب سعودي