ما بين سطور لقاء السيسي وحفتر

0 519

فادي عيد وهيب

حمل لقاء الزعيمين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقائد القوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة حفتر قبل ايام في القاهرة رسالة سياسية لا تقل قوة واهمية عن ضربات الجيش الوطني الليبي لمعقل الارهاب، فاذا كانت القوات المسلحة العربية الليبية دخلت مرحلة الصدام المباشر مع حكومة الوفاق الوطني، او “حكومة الفرقاطة” ان صح التعبير، فمصر باتت في حرب معلنة ضد الاطراف الخارجية الداعمة لحكومة السراج.
فداعمو الارهاب، قطر وتركيا، منذ اليوم الاول لعملية تحرير طرابلس، نقلوا كل خطوط الدعم والامداد للارهابيين من سورية الى ليبيا، تحت غطاء ديبلوماسي بريطاني، ولا تنسى الدور القذر للقاعدة العسكرية البريطانية بمالطا فى دعمها للارهاب منذ 2012.
ومن حسن حظ ليبيا ان الجوار مختلف عن الجوار السوري، فالجوار السوري اجتمع فيه الجميع للتآمر على سورية، بينما كانت مصر كفيلة كي تشفع لليبيا للعودة مجددا، فمنذ اليوم الاول لثورة الكرامة ومصر تقف بكل قوة مع الجيش الوطني الليبي.
فكما حملت مصر شهادة ميلاد تأسيس أول جيش وطني للدولة الليبية في 9 أغسطس 1940، كذلك كانت حاضنة قوية لظهور نواة جديدة للجيش الوطني الليبي بقيادة واحد من ابطال حرب اكتوبر 1973، وحاصل على نجمة سيناء تقديرا لجهوده، الا وهو المقاتل آمر لواء المدفعية وقتها خليفة بلقاسم حفتر.
وسؤالي لمملكة الاستعمار البريطانية التي رسمت حدود بلادنا بخطوط “سايكس-بيكو” منذ مئة عام، وعادت في 2011 كي تستبدلها بحدود الدم، ومن تقدمت بأكثر من شكوى في مجلس الامن لادانة الجيش الليبي بسبب قيامه بواجبه في تحرير بلاده من الارهاب، أليس بغرف المجلس نفسه والامم المتحدة ذاتها تم ادراج كلا من صلاح بادي والكوني وهيثم التاجوري وابراهيم جضران وزياد بلعم وانصار الشريعة وغيرهم، ممن انضموا لفايز السراج فى طرابلس، كأرهابيين ومطلوبين للعدالة الدولية، إذا لماذا تعترضون اليوم على عملية تحرير طرابلس من هؤلاء الارهابيين، الا وأن في القضاء على هؤلاء ما سيزعج صانعة الاسلام السياسي؟
وسؤالي مجددا لفايز السراج، واقول: الم تشك دائما يا رئيس حكومة الوفاق من ان طرابلس مختطفة من العصابات والميليشيات الارهابية واللصوص، اذا لماذا اعلنت النفير العام ضد الجيش الوطني الليبي الذي سيحرر طرابلس من تلك العصابات والميليشيات، الا اذا كنت انت نفسك جزءا من تلك العصابات؟

باحث ومحلل سياسي بشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا

You might also like