مجتمع لا يقرأ يقع ضحية النصب والاحتيال مختصر مفيد
أحمد الدواس
في صيف العام الماضي تسلم مواطن رسالة هاتفية تقول: البطاقة البنكية محظورة موقتا لعدم تحديث البيانات ، وان عليه التواصل مع رقم هاتف محلي، وما إن اتصل على الرقم حتى ُطلب منه بيانات عن بطاقته البنكية بما في ذلك الرقم السري ليتجاوب المواطن مع المتصل ويفاجأ برسائل متتالية بسحوبات مالية من حسابه بلغت 8400 دينار، فهرع المسكين لأحد المخافر يشتكي.
وقالت مواطنة إن شخصا تواصل معها عبر الهاتف من رقم محلي، وأبلغها أنه ممثل شركة شهيرة تتعامل في الأسهم والعقارات في بريطانيا، وطلب منها مبلغ 10 آلاف دينار، وبعد أن حولت له مبالغ على دفعات ، تواصلت مع الشركة لتكتشف أنها تعرضت للخداع، وأنها تكبدت خسارة قدرها 40 ألف دينار.
ومن الأمثلة رسالة مجهولة أفقدت ممرضة صينية 500 دينار، وتسول إلكتروني استغلوا وباء “كورونا” وطلبوا أموالا بحجة إقامة مشروعات خيرية أو توجيهها للمحتاجين ، وبالأمس الأول من يناير الجاري وصلتني رسالة “واتساب رقمه 55214748 ” تقول: البطاقة البنكية محظورة موقتا لعدم تحديث البيانات للمساعدة اتصل بالرقم 50349156 ، يالداخلية عليكم بهذا النصاب رجاء.
ظهرلي فجأة شخص من البرتغال يطلب صداقتي في “فيسبوك” ، فقلت أتسلى، فقلت له : مويتـو برازير (أي تشرفنا) ، ما رد عليّ، قلت له بالبرتغالية : أنا اشتغلت بالخارج، ما رد، قلت له بالانكليزية والعربية، فرد باللغة “العربية” برسالة يقترح فيها عملا تجاريا، فحذفت رسالته الى حيث ألقت رحلها أم قشعم، وهو مثل عربي يضرب للشيء الذاهب لا تُرجى عودته، أو دعاء على ما يسوؤك ليذهب عنك الى غير رجعة.
جاءتني رسالة تقول بأسلوب مقصود ليدخل الرهبة في النفس: “أنا فلانة ، مديرة صندوق النقد الدولي، يرجى مراجعة وزارة الخزانة الأميركية، لقد اكتشفنا ان مسؤولين فاسدين في البنك يحاولون تحويل أموالك، اتصل بنا وأرسل معلومات عنك، واستلمت رسالة مشابهة تزعم أنها من الانتربول (الشرطة الدولية) ليتعجل الناس في الاستجابة وتنفيذ المطلوب منهم، وكتب شخص رسالة ذيلها باسم الأمم المتحدة، بشكل أراد فيه التأثيروالإقناع ان “الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي”، قد اختارا تعويض 150 شخصا في جميع أنحاء العالم بأنهما سيدفعان لهم عبر أجهزة صرف البنوك مبلغ 750 ألف دولار، فقط أعطنا بيانات عن بطاقتك المدنية لكي نستخرج لك رقم بطاقة الصرف، بل وأرسلت شركة “كوكا كولا” رسالة، ذكرت فيها أن بريدي كان ضمن الفائزين بمليون دولار، وأن عليّ ملء النموذج المتضمن بياناتي.
الصورة التقليدية منذ سنوات في النصب والاحتيال تتمثل برسائل يرسلها أفـارقة، لاسيما من نيجيريا وبوركينافاسو، وما زالوا يمارسونها بالانترنت، إذ يزعم أحدهم ان لديه مشروعاً، وان فرص المشروع تدرأرباحاً مؤكدة، وأنه سيدفع لك مبلغاً ضخماً كربح، فيقول أحدهم برسالة: “لديّ كذا مليون دولار، وأنا مصاب بالسرطان وأيامي في الحياة معدودة”، وأنه سيحول الأموال لي لإنفاقهـا على المحتاجين واليتامى والجمعيات الخيرية، ويريد فقط رقم بطاقتي البنكية، وبيانات الهوية”، بل وهناك من بيننا في بلدنا من يستغل الدين لتحقيق مكاسب مالية، مثل اتفاق بعض رجال الدين مع إحدى شركات الهواتف فترسل هذه رسائل للجمهور على النحو الآتي: “هل تريد ثلاثة مليارات حسنة يوم القيامة؟ شاركني في مشروعي الخيري، وادفع فقط 65 فلساً في اليوم، فأجابهم صديق لي على كل سؤال في رسائلهم ظناً منه أن الثمن الذي سيدفعه هو 65 فلساً فقط، فجاءته رسالة على الفور من حسابه بالبنك بما يفيد خصم مبلغ 52 دينارا، فقد كانت “كل إجابة تعني مبلغا من المال” يدفع لمصلحة الشركة، ثم تتقاسم الشركة الأموال فتأخذ نصيبها وتدفع للشيخ الفلاني الجشع، أعوذ بالله وحوش لا بشر.
أقول باختصار لاتـثق بأي ٍكان، واحتفظ بمالك حتى آخر فلس، واهتم بعائلتك وعيالك فقط، فبالكاد تستطيع الإنفاق على أهلك، فالاخلاق المنحطة أصبحت متفشية في كل مكان.
سفير كويتي سابق
aldawas.ahkwt@yahoo.com