مرحلة جديدة من التعايش
هيا الحوطي
دخلنا مرحلة جديدة من العودة إلى حياتنا الطبيعية، وبدأت الحياة تدب في المؤسسات والدوائر الحكومية بعودة الموظفين تدريجيا إلى أماكنهم ودوائرهم، وتجاوزنا مرحلة شديدة للغاية لكننا لم نتجاوز مرحلة الخطر بعد، فليس بالضرورة دخول مرحلة جديدة هو زوال الخطر، بل يجب علينا ابتكار أساليب جديدة ومتنوعة كأفراد ومجتمعات للتعايش مع هذا الفيروس.
لقد مرت على العالم اجمع مرحلة صعبة والكويت ليست بمنأى عن هذا العالم، لكنها كانت مرحلة مهمة علمتنا الكثير والكثير، وجددت عهدنا بقدرة حكومتنا الذين قادونا إلى ان نصل إلى المرحلة الثانية من العودة إلى الحياة الطبيعية، فعملت جاهدة ومشكورة خلال الفترة الماضية بكفاءة عالية، فعملت عن بعد ولم تتوقف الأعمال ولا المعاملات، فقدمت دوائر حكومية كثيرة خدماتها عن بعد ونجحت في ذلك بنسبة كبيرة، واليوم تستكمل الحكومة عملها بدخولها المرحلة الثانية وعودة الموظفين إلى أماكن عملهم، ودخولنا هذه المرحلة هو رهان على وعينا الفردي والجماعي ورهان على قدرتنا كبشر على الارتقاء والتكيف مع أساليب حياة جديدة تقينا من كل شر.
ما مضى خلال الفترة الماضية جعلنا أكثر قوة ووفاء وعلمنا أن نكون أكثر ترابطا وزادت ثقتنا بأننا في دولة قادرة على مواجهة جميع التحديات بالعلم والمعرفة والتقنية، فرهان حكومتنا على وعينا مستمر، فلا تكسروا هذه الثقة بيننا وبين حكومتنا من خلال الالتزام بالارشادات الصحية فلذلك جاءت القرارات الأخيرة باستئناف الحركة الاقتصادية وفتح معظم الانشطة وهذا يشكل تخفيفا كبيرا علينا كمواطنين وتهيئة للجميع لمعاودة الحياة الطبيعية التي افتقدناها.
فلقد ميزنا الله جل وعلا على قدرتنا على الابداع والتطور، ولذلك فان العودة للعمل والحياة الطبيعية تشكل نقلة نوعية وحساسة تستوجب علينا كشعب وافراد الالتزام بالتعليمات الصحية وتوجيهات الجهات الرسمية ويوجب علينا تقديم سلوك يعكس ثقافتنا المجتمعية، فالانتصار وليس التعايش هو عنوان الكويت للمرحلة المقبلة، ونجاح هذه الفكرة لا يتأتى إلا بوعي كل فرد، فالالتزام الكامل بالاجراءات الاحترازية هو كلمة السر لدخولنا إلى المرحلة الجديدة، فلنجعلها جزء لا يتجزأ من حياتنا، فوطننا الكويت عزيز علينا وعلى قلوبنا فلنحمها جميعها ونتوافق ونتضامن مع كل ما تبذله من جهود لحماية ابنائها فهي مطالب بسيطة من شأنها حمايتنا وتعزيز قدرة كويتنا لمحاربة هذا الفيروس القاتل.
هذا هو الوقت المناسب لرد جزء ولو بسيط لكويتينا الحبيبة وحفظ حق الحياة فيها ولنعاهد الله ونعاهد الكويت على حفظ أرواحنا وأرواح الآخرين بالتزامنا وانضباطنا، اللهم اصرف عنا الوباء واكفنا شر البلاء، اللهم احفظ الكويت وأميرنا وشعبها من كل مكروه.
إعلامية كويتية