“مرق شبزي” لأميركا وإسرائيل آخر الغصن
يوسف ناصر السويدان
أردت بهذا العنوان الذي لا يخلو من الطرافة، معاكسة الشعار البليد والبائس الذي ما برحت السلطة الفارسية في طهران وقم، تجلد به الشعوب الايرانية وغيرها جلداً يومياً، ومنذ عشرات السنين.
وهذا الشعار الفظ والعقيم هو “مرق بر لأميركا وإسرائيل” الذي لم يمت به اميركيا واحدا، ولن يموت، ولا حتى أصيب من جرائه إسرائيليا واحدا بالزكام، فهو محض تلاعب وتركيب لفظي، هدفه الضحك على الذقون وتضليل الجمهور من الناس البسطاء في محاولة فارسية لتغذية وإدامة الفكر والسلوك العنصريين الامبراطوريين الفارسي التوسعي، وبذلك يسهل فهم المواقف والاتجاهات الفارسية، ومنها تصريح خامنئي يوم الجمعة الفائت الذي دعا فيه الفلسطينيين الى ما اسماه “مواصلة المقاومة” وانه لا يمكن الحديث مع “العدو الا بالقوة”!
ولا أظن أن فلسطينيا عاقلا واحدا يمكن ان يخدع بمثل هذا التصريح الماكر الذي يريد المتاجرة بدماء الفلسطينيين الذين بات يصدق فيهم قول الشاعر الجواهري: “شعب يُجاع وتُستدر ضروعه ولقد تُمار لتحلب الأغنام”.
أم إن النظام الفارسي في ايران وعملائه في قطاع غزة كحركتي “حماس” و”الجهاد” لم يشبعوا بعد من سفّ دماء فقراء غزة الذين ساقوهم بالشعارات الطنانة والرنامة لمحاولة اختراق حدود دولة اسرائيل العصية؟ فكانت النتيجة قتلى وجرحى ومعوقين، فيما طبلت له حركة “حماس” وزخرفت باسم ما تدعوه “مسيرة العودة الكبرى” المستحيلة ايمّا استحالة، وقد تحركت على ايقاع واهداف ومصالح ومخططات فارسية غير مشروعة، وبأدوات تنفيذية محلية غير مشروعة ايضا، ولذا فكل ما انتجته دورة اخرى من دورات الشحاذة واستجداء المساعدة المالية و”دخيلكم جابرونا” في مفارقة فظيعة عندما ينفذون مخططات ارهابية فارسية، ثم يتباكون بعدها طلبا للعون المالي من أهل الخليج العربي!
وكالعادة أطل الإرهابي حسن نصرالله بالتزامن مع تصريح سيده، ملطخا شاشة التلفزة بمعهود عنترياته الورقية وبطولاته من فئة “قص ولزق” مستنكرا ونافيا ما يتداوله الناس في عموم بلدان الشرق الأوسط من حقائق صارخة عن “فشل واضطراب وتآكل وسقوط” ما يسمى محور المقاومة والممانعة والصمود والتصدي الكرتوني، الذي ليس له وجود فعلي وواقعي غير ما تمارسه ميليشيات “حزب الله” اللبناني الارهابي من دون قذر لمحاولة تلميع وتسويغ الأذرع الاخطبوطية الارهابية الفارسية في لبنان، كما في سورية واليمن والعراق.
فهل يتعظ الارهابيون بعد ان شاهدوا بأم أعينهم على شاشة التلفزة كيف تزحلق كبير الارهابيين قاسم سليماني جثة هامدة بلا حراك على اسفلت طريق مطار بغداد؟
أشك في ذلك.
كاتب سعودي