مصر وجهود إحياء عملية السلام

محمد الفرماوي

تستمر الجهود المصرية من أجل مناصرة القضايا العربية من المشرق الى المغرب، وتعزيز سبل السلام والاستقرار، ليس على المستوى الاقليمي فقط، بل على المستوى الدولي، وبخاصة ان المنطقة العربية تشهد حالة من الفوضى الأمنية في بلدان عدة، وانتشار الجماعات الراديكالية المسلحة والارهابية.
كما أن القضية الفلسطينية دائما ما تمثل القضية العربية الأولى، وتحتل مقدمة أولويات السياسة المصرية، وتواصل جهودها المستمرة من أجل حل القضية الفلسطينية، وتحريك المياه الراكدة في عملية السلام المتوقفة منذ فترة، وبخاصة في ظل تصريحات الادارة الاميركية الجديدة بنيتها اطلاق عملية السلام مرة أخرى على أساس مبدأ حل الدولتين، وهو المبدأ الذي لقي قبول الاطراف العربية والأوساط الاسرائيلية.
وتأتي الزيارات المتبادلة على مستوى القمة في هذا الإطار حيث اللقاء الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الاردني جلالة الملك عبد الله والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن للتشاور في ما يتعلق بإطلاق العملية السلمية مرة أخرى، ثم اللقاء الاخير الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينيت في شرم الشيخ،وتصدر من الملفات الساخنة المباحثات، في مقدمها ملف اطلاق عملية السلام.
كما تأتي تلك المشاورات ايضاً في إطار الدور الكبير الذي تؤديه مصر لخفض حدة التوتر نظراً لما تشهده الساحة الاقليمية من تفاعلات كثيرة بين القوى الدولية والاقليمية، وتسعى الجهود المصرية الى استغلال الزخم الدولي، ورغبة الاطراف والقوى الدولية بحلحلة القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية في المنطقة، اذ أن التوصل الى حلول دائمة لها يساهم بشكل كبير في تعزيز فرص التنمية والرخاء، وزيادة التعاون بين شعوبها في إطار الاخوة الانسانية، وهي الرؤية التي تتوافق مع التوجهات المصرية التي ترى أن مفتاح تنمية المنطقة واستقرارها يكمن في حل القضية الفلسطينية بشكل عادل، وضمان حق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام بدولته المستقلة وفق القرارات الدولية ذات الصلة.

كاتب مصري