من العراق الشقيق… يولد الأمل

0 366

محمد الفرماوي

في لحظة تاريخية استضافت بغداد القمة الثالثة لكل من مصر والعراق والاردن استكمالاً لما تحقق خلال قمتي القاهرة وعمان، ويسعى قادة الدول الثلاث الى تدشين مرحلة جديدة من الشراكة الستراتيجية والتعاون الوثيق انطلاقاً نحو تحقيق التنمية المستدامة والرخاء لشعوبهم، والعمل على دعم العمل العربي المشترك وصيانة الأمن القومي العربي في ظل التهديدات التي تهدد المنطقة العربية وفي مقدمتها الإرهاب والفكر المتطرف، والتهديدات الموجهة الى الأمن المائي العربي في الدول الثلاث، التي تحتاج الى التكاتف في مواجهتها. وتعد زيارة الرئيس السيسي لبغداد لحضور هذه القمة الأولى لرئيس مصري منذ ثلاثين عاماً، وقد عبر الرئيس عن سعادته الكاملة لزيارة بلاد الرافدين ذات الحضارة التاريخية العظيمة، وعبر عن استعداد مصر للتعاون الكامل مع الاشقاء في جميع المجالات ولاسيما الطبية في ظل ظروف انتشار جائحة كورونا، وان السياسة المصرية تؤكد على رفض التدخلات الاقليمية في شؤون الدول العربية بما تستهدفه من زعزعة الاستقرار وإضعاف جهود التنمية وتفتيت وحدة الصف العربي.
موقف كل من العراق والاردن وباقي الدول العربية الداعم للحق المصري والسوداني إزاء أزمة سد النهضة إنما يعبر عن موقف عربي أصيل وموقف دولي متوازن لدعم حقوق الشعوب ورفض الجور بها أو وضعها موضع مساومة، والموقف المصري إزاء القضية الليبية يتبنى التسوية السلمية لمخرجات قمة برلين واعلان القاهرة وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وضرورة الحوار الليي واستكمال العملية السلمية وإخراج القوات الاجنبية والمرتزقة من الاراضي الليبية. وعلى صعيد الأزمة السورية يقف مع الحل السلمي والحفاظ على وحدة وسلامة الاراضي السورية ومؤسساتها، كما تعتبر مصر القضية الفلسطينية في قمة أولوياتها وتقف بشكل كامل مع حق الشعب الفلسطني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967، فاجتماع الرئيس السيسي مع كل من العاهل الاردني الملك عبد الله ورئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمي في بغداد يبعث برساله تأكيد وتضامن إزاء التهديدات الاقليمية والمخاطر التي يوجهها الأمن المائي العربي.

كاتب مصري

You might also like