مواقف الرئيس سعد الحريري ليست صائبة
إلياس بجاني
رغم معارضتنا الشديدة في السياسة والتحالفات ومسلسل كل خيارات الرئيس سعد الحريري الخاطئة والمفككة، ومنذ يومه الأول كسياسي على أساس احجية مبكية مضحكة في آن هي”أم الصبي والاستقرار”، إلا أنه خفيف الظل على المستوى الشخصي، ولا نعتقد أن أحداً في لبنان لا يتمنى له النجاح، أكان مؤيداً أو معارضاً.
لكن من المحزن ان الحريري لم يوفق ولو في موقف أو خيار أو تحالف واحد منذ العام 2005، وهو من سقطة سياسية إلى أخرى، بدءا من زيارة سورية نظام البراميل والكيماوي، وما كتبه في جريدة “الشرق الأوسط” قبل الزيارة عن الشهود الزور، وليس انتهاءً بتراخيه المستغرب، وغير المبرر في ما يتعلق بالمحكمة الدولية، وبسقطة” الصفقة الخطيئة الرئاسية” المسماة بقصد الترقيع والتعمية “تسوية” بادلت الكراسي بالسيادة والإستقلال والقرار الحر، وما رافقها، وتبعها من قانون انتخابي هجين على مقاس”حزب الله”، وتشكيل للحكومة، التي هي عددياً حكومة الحزب أيضاً، وتطول القائمة وتطول.
إلا أنه وكما نراه على المستوى الشخصي، فهو إنسان خلوق ومهذب ومحترم وصادق، وفعلاً غير طائفي، إضافة إلى أنه خفيف الظل و”مهضوم”، وفوق كل هذا وذاك فهو فنان محترف ويحسب له ألف حساب في السلفي… وما أدراك ما السلفي؟
على المستوى الشخصي الحريري هو 100في المئة عكس طاقمنا السياسي والحزبي الثقيل الدم والسمج والممل، وخصوصاً أصحاب شركات أحزابنا “التعتير” والكوارث على المستويين السياسي والشخصي حيث أن إطلالاتهم مصطنعة وثقيلة على الذوق والقلب ومنطقهم مبتذل.
أما ما هو مضحك في مواقف حبيبنا الحريري، سياسياً، وفي مسلسل وعوده التي لا تتحقق دائماً، قوله بعد كل سقطة وخيبة ان ما بعدها غير ما قبلها، ليتبين كل مرة ان العكس هو الصحيح، وأن ما قبلها كان أفضل منها بألف مرة.
غالب الظن ان ما بعد “همروجة” الحروب الإعلامية والاتهامات المتبادلة الأخيرة بينه وبين الصهر، وبينه وبين أفراد من طاقمه السياسي، وما رافقها من توترات ومزايدات وعنتريات أريد لها أن تكون مذهبية ومغلفة بالصلاحيات، فإن ما بعدها سيكون على الأكيد أعطل مما قبلها، وان شاء الله لا!
بالامس القريب قال لنا ان الحال بعد “الهمروجة” الحالية لن يكون كما قبلها،لكن جد من سيقبض هكذا موقف ويأخده على محمل الجد؟
يبقى أنه وبعد مؤتمره الصحافي، ومن ثم بعد زيارته قصر بعبدا فهو طمأننا بجدية وصرامة ان التسوية مكملة، وما في لا استقالة ولا من يحزنون… و”الشغل ماشي”، مما يعني عملياً وبالمفهوم الشعبي المبسط للناس ان مساكنة الحكم والحكومة لـ”حزب الله” وسلاحه ودويلته وحروبه وملاليته وهيمنته مستمرة، وببساطة أكثر يعني بعدنا مكاننا، وكأننا لا رحنا ولا جينا… والله ينجينا من الآتي…
كل التوفيق للرئيس الحريري، فلعل وعسى!
ناشط لبناني اغترابي