ناصر صباح الأحمد زرع الأمل وحمل الألم
فيصل الحمود المالك الصباح
رحل عنا رجل من طراز فريد في الأخلاق العالية، والعمل الدؤوب الصامت، والرؤية المستقبلية الثاقبة للكويت، التي طالما كانت تؤرق عقله وقلبه، وتأخذ منه وقته وهو يتابع تطورات الايام وتقلباتها، فلم يكن يهنأ بيوم الا اذا كان مليئاً بالتفكير ووضع الخطط لتظل الكويت على خريطة العالم الجديد آمنة مطمئنة، على قواعد ثابتة من الارتباطات بالعالم المتغير الذي يسعى الجميع الى اللحاق به من خلال المشاريع العملاقة الممكنة، والربط القاري، ومشاريع الجزر، ومشاريع الشمال،التي كان البعض يعتقد انها ضرب من الخيال، لكن هذا الرجل لم يستسلم لما ستحمله الايام، لأن الامل لم يغادره يوماً في كل تحركاته. رحل مرعب الفاسدين وسراق المال العام، ومكافحهم، وبقوا هم يسرحون ويمرحون بكامل صحتهم وعافيتهم، سبحان الله له في خلقه عبر وقصد.
نعم رحل رجل الامل، وهو يحمل في صدره الالم، تاركاً رؤيته بين ايدي من بيدهم الامر للمضي في تنفيذ ما امكن منها من دون ان تراوده زخارف المناصب، لكن الالم الذي اعتصر قلبه هو ما تشهده البلاد من تجاذبات لا محل لها من الاعراب، في وقت يجب ان تتضافر فيه الجهود مجتمعة على بناء بيئة منتجة تنقل البلاد من بلد ريعي الى بلد انتاجي، لا تقل اهميته في هذا المجال عن اي بلد مؤثر في العالم المتقدم. رحل الرجل وهو مطمئن ان بلد الانسانية بين ايد امينة وتحت رعاية سمو اميرالبلاد، وسمو ولي العهد، ورجالات الكويت المخلصين. رحل الشيخ ناصر صباح الاحمد عن دنيانا بعد معاناة مع المرض العضال، دون ان تفارقه ابتسامته التي جعلته صديقاً للقلوب التي تشاركه هموم القادم المجهول، وترى في رؤيته الحل والخلاص والبقاء.
اتمنى ان يضاف اسم ناصر صباح الاحمد على هيئة مكافحةالفساد (نزاهة) لما ارتبطت مواقفه واعماله، ومنهجه باختصاصها وطبيعة عملها، وهذا رمز لأحقيته لما قام به فعلياً من محاربة الفساد والفاسدين، وتحويلهم للنيابة والقضاء، ولا ابالغ اذا قلت ان هذا الرجل كان يسبق في كل مواقفه المميزة زمانه لما يتمتع به من خبرة وتفانٍ. اللهم ان هذا ضيفك فأحسن نزله، ووسع في رحاب جنتك له، فأنت الكريم الرحيم.
محافظ سابق